طابت جمعتكم أصدقائي الأعزاء .. أرجو أن تُحيّوا معي تحية إجلالٍ إلى جيشنا الأبيض البطل والمرابط في شتى ساحات التضحية والفداء في أشد المعارك بين الموت والحياة، والذي يقف وقفة إيثارٍ وتضحيةٍ لا يبتغي في ذلك سوى وجه الله، إلى الذين بذلوا أعمارهم من أجلنا من أجل الإنسان .. إلى من يموتون لنحيا نحن فكانوا نعم المجاهدين، ونعم الصابرين، أهدي قصيدتي المتواضعة هذه مع وافر الشكر لهم، والدعاء لمن لقي منهم ربه شهيدًا، ولمن بقي يجاهد لإنقاذ أخيه الإنسان محتسبًا صابرا.
أ.د أحلام الحسن
جيشُنا الأبيض"
وقفنا امتنانًا لجيشٍ صبرْ
فداءً يموتُ لأجلِ البشرْ
بأجوَدِ جودٍ يُضحّي لهمْ
نفوسًا وعمرًا لدفعِ الضّررْ
فصكُّ الخُلودِ لَيَحلو بهمْ
لجيشٍ بصمتٍ يعيشُ الخطرْ
فلا فرَّ يومًا ولا ساعةً
وإن حلّ موتٌ بهِ أو حضرْ
كما الطّودِ في أرضِهِ صامدٌ
يُداوي المُصابَ وحُكمَ القَدَرْ
بعزمٍ وكرّ ٍ وصبرٍ سَعَوا
ورغمِ الصّعابِ التي لم تذر
فما أعظمَ الرّوحَ حين الفدا
ومن أجلِ أرواحِ هذي البَشَرْ
تُزفُّ المنايا جهارًا لهم
لأعظمِ جيشٍ كَلَمحِ البصرْ
كأصحابِ بدرٍ جهادًا مضوا
أناخوا بِرَحلٍ شديدٍ أغَرْ
مليكُ السّماءِ يُباهي بهم
وهذي الجنانُ لهم مُستقرْ
فأعظمُ جودٍ لبذلُ المهجْ
وروحًا تذوذُ بوقتِ الخطرْ
ولو شاءتِ العُمرَ فرّت بهِ
بعِيدًا تلوذُ وتبغي الحذرْ
شهيدًا ويتلو شهيدًا مضى
كأمثالِ من للنّبيّ انتصرْ
وصكُّ الشّهادةِ فازوا بهِ
فنعمَ الطّريقِ وهَديِ الممرْ
طبيبًا شهيدًا فلم يبخلوا
بعمرٍ وروحٍ ونورِ النّظرْ
خطوبُ المنايا تصدّت لهم
بكتهم عيونٌ وحتّى الحجرْ
كيومٍ ببدرٍ بهِ شاركوا
هنيئًا لهم مثلَ تلكَ الزُّمرْ
وما مثلُ إيثارهم مُمتَحنْ
وما مثلُ صبرٍ لهم من صبرْ
رجالًا نساءً لكَم ناضلوا
إذا داهمَ الهولُ أو قد كسرْ
وتلك الصّبايا بجيشٍ بَدَت
يَجدن بأرواحهنْ والبصرْ
تركنَ البيوتَ وأطفالهنْ
وأزواجهن خيرُ من قد عَذَرْ
فَفَخرًا لأمّ ِ الشّهيدِ الذي
رَمَتهُ المنايا بأبهى الصّورْ
وللوالدِ الصّابرِ المُحتسبْ
نقولُ هنيئًا بما قد ظَفَرْ
وللإخوَةِ استَبشروا واصبروا
شفيعًا يكونُ لكم مُذّخرْ
وتلكَ الصّبورةُ في خِدرها
دُموعًا تصبُّ بصمتٍ أمَرْ
فَنِعمَ الوفاءُ الذي أبرموا
لنعمَ النّفوسِ التي بالسّوَرْ
ويكفي افتخارًا لأولادِهمْ
وأحفادِهم كُلّهم والثّمَرْ
وكلّ صديقٍ لهم مُرتَهَنْ
بعهدِ الوفاءِ وذكرى الوطرْ
بطولاتُ تاريخُنا أزهرت
فدوّن لهم يا زمانَ العِبرْ
وسجّل صحافًا بأسمائهم
بِخطبٍ عظيمٍ عذابًا ظهرْ
إلهي ومولايَ عفوًا فجُد
على أُمّةِ المصطفى والبشرْ
فأنتَ الكريمُ الحليمُ الذي
بعفوٍ يجودُ ويمحو الأثرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق