أعرج هو القلم منذ أيّام،...لم تعد له القدرة على نثر الحروف على الورقة،...كتابة سقيمة ترفض بعث الحياة،...كتابة عرجاء لا يستطيع القارئ فهمها،...حروف مُتناثرة هنا وهناك حاولتُ تجميعها ولم أفلح،...إنّها تشكو قلبا أعلن الحداد وأسكن الحزن في كلّ أركانه،وحبس الفرح في ركنه القصيّ البعيد ثمّ خاطبه قائلا:"ستبقى حبيسا لأنّك خائن لا تحفظ عهدا،تزورني يوما وتغيب أعواما،...لا حاجة لي بكَ فقد تَعَوَّدَتْ هذه الأرض على العتمة بل أصبح النّور ضيفا ثقيلا". لقد خيّم الموت على سماء الحياة...وهل حَضَرَتْ يوما هذه الحياة المزعومة!!!!! يبتسم الموت هامسا في أذن زهرة:"أنا هنا،...أنا ظِلُّكِ الدّائم،... أنا مصير الحياة،بل لا تكتمل الحياة إلّا بوجودي...سحقا لكم، أنتم سكّان هذه المنطقة المنكوبة من الأرض،تهابون الموت!!!!! تخشونها!!!!وتتناسونها!!!!...أنا هنا،أنا الوجه الحقيقيّ للحياة... اِسألوا أنفسكم:هل حظيتم يوما بالحياة حتّى تخافوا الموت؟ أنتم ميّتون في الحياة منذ أن لبستم ثوب العبيد،ذاك الثّوب لطّخ أجسادكم بالخزي والعار...شَرَفٌ لكم أن أُلْبِسَكُمْ ثوب النّقاء،...نعم ثوبي الأبيض هو ثوب النّقاء الذي كسا أجسادكم بالعزّة والكرامة والإباء"... بئس حياة دون الحياة... هكذا الموت في أرضنا انتصار على حضيض الانكسار حيث كنتم تَشْقَوْنَ وتتعبُون لِيَنْعَمَ غيركم بالحياة... ___________________________[[ليلى كافي/تونس]]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق