الاثنين، 27 يناير 2020

الحلقه (١٢) جزء 2 من ماساه امراه بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى

الحلقه (١٢) من قصه ماساه امراه
بقلم الشاعره/ امال مصطفى الشامى
*************************
وبعد ان طلبو اهل عصام رؤيتى قائلين لوالدتى اومال فين عروستنا الجميله .بدأت امى تنادينى من حجرتى قائله :  يلا يا امل .ردو اهل عصام قائلين : انتى فين يا عروسه يلا عايزين نشوفك . وبعد دقائق خرجت من حجرتي لاستقابلهم فكانت نظرتى للامام دون شعور  بخجل كأى عروسه  فقد كنت فاقده الاحساس تماما  . كان شكلى عادى للغايه لم اضع اى ميكب على وجهى .. عندما رؤنى وجدت الابتسامه تظهر على وجوههم  وبدأت كلا منهما تقول ماشاء الله عروستنا الجميله زى القمر . ولكنى لم اكن اشعر انى جميله ولم ارى نفسى  عروسه اطلاقا . بل كان لبسى يحمل معظمه اللون الاسود وابتسامتى بسيطه جدا فكيف يرونى عروسه بهذا الشكل . جلست بجانب والدة عصام واخذت هى تمدح فى  وتضمنى الى حضنها وتقول : اخيرا بقيتى بتاعتنا ده انا كنت شيفاكى لما كنتى عروسه واقفه تحت البيت بالفستان الاحمر  كنت بصه عليكى من البلاكونه وبقول يا خساره والله كنت حزينه اوى انك اتخدتى مننا لكن الحمد لله رجعتى لينا تانى شوفتى النصيب . كنت انظر لها بابتسامه حزينه واقول لها : صح النصيب .. لم تخوننى دموعى ولم تخذلنى ابتسامتى بل استطعت ان اظل طوال الوقت متماسكه حتى حان وقت ذهابهم . ذهبو بعد ان اتفقو على ان يأتى عصام غدا .. كنت اكره ذلك الغد الذى يأتي ليحارب الماضى . انه الغد الجاحد الذى يامرنى ان امشى عكس اتجاه قلبى ويشدنى بقوه الى طريق قد اختاروه اهلى ولم يكن اختيارى انا . اتصل ابى بعمو طاهر ابن خالتى ليحضر فى زياره غدا . مما جعلنى اتذكر زياره شرف فى قرايه الفاتحه فقد كان عمو طاهر موجود فيها ايضا وكانت الايام تعيد نفسها ويستعيد  زهنى زكريات باتت تعذبنى وهى تكرر امامى كل يوم بأسم عصام وليس شرف .. وكاننى استعيد نفس قصتى ولكن ببطل اخر  .كانت امى تدفعنى ان استعد لزياره عصام بكل قوتها قائله: لازم بكره تكونى عروسه بجد مينفعش الاسود اللى انتى لبساه ده . اتذوقى والبسى وكمان لازم  يكون وشك بيضحك بلاش البوز ده . وقتها اكتشفت ان ابتسامتى اللى رسمتها خذلتنى واننى فشلت فى رسمها كما ظنيت.. رديت على امى قائله : حاضر هستعد .. توجهت الى دولابى  وكان كل ما يشغل تفكيري هو :كيف استعد لمقابلة عصام وانا محرمه جسدى على جميع ملابسى التى تذكرنى بشرف . فانا لم اقترب من اطقم الخروج منذ سنه كامله ولم استعمل منها سوى بعض قليل جدا لم يتناسب مع زياره غدا . لذلك قررت ان استغل هذا الموقف واكسر بيدى هذا الحاجز الرهيب بينى وبين ملابسى وان اختار من هذه الملابس اكتر طقم يذكرنى بشرف . ولاول مره افتح درفت الدولاب التى قد غطاها التراب من الداخل والتى لم افتحها منذ رحيله والتى تحمل داخلها كل الملابس التى حرمتها على جسدى . لا اعلم كيف تجرأت ان افتح هذه الدرفه وان انظر الى الملابس التى لم تراها عينى من يوم فراقه . اننى ارها اليوم بدموعى والتمسها بيدى شماعه شماعه وطقم وطقم والوجع يملأ قلبى . كل طقم تقع عينى عليه يذكرنى بيوم خروجى مع شرف بذالك الطقم . وكانت دموعى تسيل.. فمع كل طقم التمسه يذكرنى بموقف و لكن حان الوقت ان اختار اكتر طقم يذكرنى بشرف حتى البسو لعصام غدا ..ما اصعب هذه اللحظه حين وقعت عينى على طقم ذات لون بنى فامسكته ونظرت اليه بتمعن ثم رايت نفسى وانا مرتدياه وجالسه امام شرف فى بيت والدته انه يوم عيد الام حين كنا نجلس سويا ونضحك وهو يحاول اطعامى من طبق الحلويات الذى بات طعمه فى فمى حتى اليوم . وكان قلبى يتقطع بمعنى الكلمه وانا اخرج الطقم ذات اللون البنى واتذكر شرف وهو يقول: احلى طقم يا امل هو الطقم اللى جيتى بيه عندنا فى عيد الام . اخذت الطقم فى حضنى ودموعى تتساقط عليه دمعه تلو الاخرى.. لم احتمل ان ارتديه .قسما بالله لم احتمل . وضعته مكانه ومسحت دموعى واخذت ابحث عن طقم اخر ولكن لم اجد فكل الاطقم لها ذكرى تؤلمنى بشكل مختلف عن الاخر وكل وجع له ممراره مختلفه عن الاخرى ولكنى قررت ان اجمع قولتى للمره الثانيه واختار اكتر طقم يذكرنى بشرف وفجاه وقع امامى طقم لونه وردى وهو الطقم الذى اشتراه شرف لى فى العيد .فقد استعادت زاكرتى لحظات شرائه حينما شاور شرف على هذا الطقم وطلب من صاحب المحل ان البسه فقد رايت نفسى واقفه امام شرف فى بروفه المحل ابتسم واقول ايه رايك فقال شرف حلو اوى  .طلعتو وقفلت الدولاب وكتمت دموعى وقررت البسو قدام عصام فى زياره بكره .فضلت اكويه وانا بغمض عينى بكل مراره والم عشان مديش فرصه للدموع انها تضعفنى .مرت الساعات فى غمضت عين . وجه بكره وطلعت شمس يوم من اصعب ايام حياتى .وفجاه لقيت نفسى واقفه قدام المرايا بستعد لمقابلة عصام.. كان عمو طاهر قاعد فى الصالون هو بابا وماما مستنين حضور عصام . وانا فى الاوضه قافله عليا الباب  وسمعاهم بيقولو امل بتلبس .صحيح بيقولو كده لكن ميعرفوش ان هدومى بقالها ساعه على السرير وانا قاعده جنبها وبصه على المرايا ودموعى مغرقانى .وبقول لنفسى مش انا العروسه . انا مش عروسه .ياناس انا مش عروسه. كانت الساعه قدامى بتجرى ومعاد عصام بيقرب .لازم اقوم البس عشان مصغرش بابا .قلعت هدومى وبدأت البس الطقم الوردى كان احساس بشع  وانا بدخل جوه الطقم كنت حسه بنار فى جسمى ولاول مره اشوف نفسى فى المرايا لبساه من يوم رحيل شرف  قربت من المرايا وبدات افك شعرى وفجاه سمعت صوت شرف بيقول شعرك حلو اوى يا امل فنظرت خلفى بلهفه انه صوت الماضى . نعم انه صوت الماضى ينادينى لموقف قديم فوجدتى انظر الى مرايتى وانا سارحه لارى شرف يجلس وهو يبتسم ويقول شعرك حلو اوى يا امل فابتسمت له وقلت المو ولا اسيبو احسن ؟ رد شرف وقال : انا بحبو ملموم بس التغير مطلوب  كنت احاول لم شعرى ولكن دموعى لم تكف قمت بتنشيف الدموع وبدات فى وضع الميكب كان احساس مؤلم جدا وانا بتذوق لواحد مبحبوش كان مكياچى عباره عن قناع بخفى بيه ملامحى الحزينه   . وفجاه لقيتهم بيقولو العريس وصل .. جميله تلك الجمله فهى تذكرنى بحضور شرف فى زيارته الاولى .كنت انظر لباب الحجره وانا مبتسمه ولا استطيع ان اميز من العريس الذى وصل ؟ عصام ام شرف ؟ ولا يستطيع ان يسوعب عقلى من الشخص الذى سيدخل من خلف الباب المغلق . عصام ام شرف ؟ فقط كنت انظر للمرأه للمره الاخيره قبل خروجى . كنت جميله اوى بس روحى مكسوره .حلوه من بره بس من جوه موجوعه . لقيت ماما بتفتح عليا  الاوضه وبتدينى كبايات العصير عشان اقدمها .نظرت للصالون وتذكرت اول زياره لشرف وكنت اسمع نبرات صوته من على بعد  وهى تتبع صوت الزغاريت  . اخدت من ماما صنيه كبايات العصير . فهى نفس كبايه العصير اللى قدمتها لشرف بل وكنت اشعر ان بصمات يده ماذالت عليها  كنت بمنع دموعى باقسى ما عندى .فقط كنت مستمعه لصوت شرف من بين الزغاريت وكنت اتجه لصوت شرف وانا اسبق تلك الدموع بخطواطى تجاه الصالون حتى اضع نفسى امام الامر الواقع 
الى اللقاء فى الحلقه القادمه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق