الأربعاء، 19 فبراير 2020

الحلقه (١٣)من ماساه امراه / بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى

الحلقه (١٣) من قصه ماساه امراه
بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى
****************************
 كان عصام منتظرا فى الصالون .و انا واقفه بالخارج امنع دموعى باقسى ما عندى وكنت اسبق تلك الدموع بخطواتى السريعه تجاه الصالون حتى اضع نفسى امام الامر الواقع .. وبالفعل دخلت وفى يدى كبايات العصير مبتسمه خافيه وراء ابتسامتى ما لا يحتمله بشر ..قدمت العصير وانا قلبى يخفق بين ضلوعى من شده الوجع . واتذكر شرف وانا اقدم له نفس الكبايه . جلست وانا حزينه القلب نظرت للعريس ثم نظرت الى ابى ودموعى واقفه فى عينى .كان عصام يجلس فى الكرسى المقابل نفس الاتجاه الذى كان يجلس فيه شرف كنت اتذكر ملامح شرف حينما كان يجلس فى نفس المكان وانا انظر له النظرات الاولى فى خجل وابتسم . ولكنى اليوم لم استطيع ان ارفع عينى تجاه كرسيه حتى لا اصتدم بملامح غير ملامح شرف .لم يتحمل قلبى ذلك الشعور المؤلم بل كنت انظر الى الارض حتى لا يرى احد دموعى . وفجاه وجدت عمو طاهر يسالنى السؤال الذى جعلنى ارفع عينى من الارض اليهم فى دهشه وخوف وهو ( موافقه ولا ايه يا عروسه ) نفس سؤال عمى حسين اللى سالهولى وانا قاعده قدام شرف . افتكرت يومها لما قلت ايوه وانا بصه لشرف وببتسم .ولما انتبهت لنفسى   لقيت عصام قدامى وعمو طاهر بيقول : ها يا عروسه قولى رأيك . كنت حسه انى عايزه اقوم اجرى واهرب منهم كلهم .مش عايزه أجاوب .كان سؤال صعب جدا واجابتو مش عايزه تخرج منى .لم استطع ان اقول اه . ولم اتمكن من ان اقول لا . كان بداخلى صراع قوى مابين الاجابتين.كلما اتذكر ان هذا الشخص سياخذ مكان شرف اريد ان اقول لا وبشده . وظلت اجابتى واقفه فى حلقى حتى نطق عمو طاهر بالحكم وقال السكوت علامه الرضا .انه الحكم الذى اصاب قلبى الما وحسره . انه الحكم بالموت الذى جعلنى انظر الى ابى بدموعى واقول فى نفسى لا يا بابا لا . كنت اترجاه بعينى ان يرفض هذا الحكم القاتل ولاكن كان الكل سعيد ومن بينهم عصام الذى اعتقد انه فاز بامل ولكنه فى الواقع فاز بجسد فارغ دون روح او شعور .وبعد ذهاب عصام وعمو طاهر حكم ابى الحكم الاصعب وهو قرر مسح صور شرف الذى احتفظت بها على الكمبيوتر وهنا  انهرت فى بكائى وانا امنع ابى من مسح تلك الصور ولكن لا حياه لمن تنادى فقد كان مستمرا فى المسح قائلا انتى دلوقتى دخله مرحله جديده فى حياتك والصور دى مالهاش لزمه هنا . 
شعر حرومنى منك
حرمونى منك يا حبيبى           وحكمو عليا باعدامى
نفسى اشوفك او المحك.          انشلا حتى فى منامى
قلبى يا غالى بيندهك.                 كل يوم وكل ليله 
وعنيه عليك بتدور                      وتقول ده كان قدامى 
حكمو عليا ابعد عنك.                وكان حكمهم صعب عليا
حكمة عليا لازم انساك.               ومن رؤياك حرمو عنيه
قدرو حبيبى يفرقونا.               وقفلو البيبان اللى ما بينا
حتى شعاع الامل قطعوه.           وقالولى انك مش ليا 
فرقو بينك وبينى.                    وعيشونى فى نار وعذاب
قطعو وصال المحبه.              وحطو مكانو الف باب
انا وقلبى فى حكم الزمن.    مجاريح ومشاعرنا مكسوره
عشنا قصه حب حلوه.              والنهايه كانت سراب
حرمونى حتى من صورته وكان حزنى على الصور بيظهر فى منشوراتى على الفيس لدرجه ان عصام كان بيلاحظ وكان بيطلب منى ابطل انشر الحاجات الحزينه دى .كنت اتجاهل كلام عصام وظليت انشر وانشر حتى لفت انتباه ابى ايضا وهو يجلس بجانبى على الكمبيوتر ويرى بعض المنشورات واصبح هو ايضا يطلب منى ان اقلل من تلك المنشورات الحزينه خوفا على مشاعر عصام . ولكن لم يكن بيدى ان اكف عن هذه المشاعر الحزينه .فانا لا استطيع ان اخفيها .كان عصام يعلق على منشوراتى بكلمات رقيقه منها ( جاء من يطيب هذه الجراح) وغيرها من الكلمات التى يظن هو انها ستشعرنى بالأمان اعتقادا منه اننى سانجذب اليه واحبه ومن جهه اخرى كان ابى يحاول ان يقرب المسافه بين العائلتين وطلب من عصام رقم والده الذى كان مسافرا فى هذا الوقت وقرر ابى  الاتصال به حتى تذداد العلاقه اندماج وتقرب .وبالفعل اخذ ابى رقم والد عصام وتطورت العلاقه بينهم فكان يتم كل يوم اتصال تليفونى بينهم واصبح الود مستمر .وفى ذات يوم تفاجائنا باتصال من والد عصام يقول انه جاء القاهره وبيدعونا بالزياره الى بيتهم حتى نشاهد الشقه التى يتم فيها زواجى من عصام . وافق ابى على الفور وكأنه منتظر هذه الزياره حتى يقربنى من عصام . وكانت امى ايضا سعيده . اما انا فكنت صامته كالعاده .فقط انظر لهم بعيناى الحزينه واتذكر زيارتى الاول لشقه شرف واخذت تتجمع الصوره امامى بكل تفاصيلها من بدايه دخولى شقه شرف وانا فى منتهى الفرحه والسعاده ورؤيتى لالوان الحائط والحجرات الى ان ينتهى المشهد  بواقع زيارتى لعصام . جاء يوم الزياره ذهبت معهم  بكل ما يحمله قلبى من وجع. لم اكن سعيده ولم اشعر تلك اللهفه التى شعرت بها وانا فى طريقى لشقه شرف .لم اشعر بفرحه مثل اى عروسه تزور عريسها لاول مره بل كان الحزن يسيطر على جميع المشاعر بداخلى . وقفنا على باب العماره . نزل عصام وفتح الباب واستقبلنا وقمنا بالدخول الى مدخل العماره. كنت طلعه على السلم معاهم وبفتكر لحظات طلوعى على سلم شرف . افتكرت واحنا بناخد مقاس السجاد  والستاير وشرف واقف يقيس بالمتر ويبتسم ويقولى متمسكى معايا المتر وساعدينى خلى عندك دم ضحكت ومسكت المتر وقلتله عشان تعرف انك من غيرى مش هتعرف تعمل حاجه . ضحك وقالى على اساس انك بتيجى تساعدينى فى دهان الحيطان اوى يعنى . وقتها انفلت المتر من ايدى وانا بضحك قالى كمان هتعورينى اوعى انتى مساعده فاشله اوعى ضحكت وقلتله تستاهل ..كان صوت ضحكاتنا يحوطنى  من جميع الاتجاهات وانا على سلالم عصام امسك بسور السلم واصعد بقدمى ببطىء ولا اعرف ما تبقى من السلالم اريد الوقوف لتهتدأ انفاسى المكتومه ونبضات قلبى الموجوعه وكانى ارفض وصولى لتلك  الشقه الملعونه وفجاه سمعت صوت والدة عصام وهيا بتقول : عروستنا القمر حبيبة قلبى ماشاء الله .. والله البيت نور  اتفضلو .نظرت لها وانا مبتسمه ولكن قلبى رافض الدخول .دخل الجميع الا انا. اخذت انظر من بعيد هذه هى شقتى ؟ ام هذا هو محبسى ؟ انه سجنى .. نعم هذا هو سجنى الذى سوف يعتقلنى للابد 

وكان شعور امل كما يظهر داخل الفيديو

جميع حقوق النشرالطبع محفوظه
الى اللقاء فى الحلقه القادمه




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق