الثلاثاء، 25 فبراير 2020

الحلقه (١٤) من ماساه امره / بقلم الشاعره امال مصطفى الشامى

الحلقه( ١٤)من ماساه امراه
بقلم الشاعره امال مصطفى الشامى
****************************
كنت اقف على باب شقه عصام وانظر من بعيد واتسائل  هل هذه شقتى ام هذا محبسى الذى سيعتقلنى للابد ؟ وفجاه لقيت والدة عصام بتقولى ادخلى يا عروسه انتى مكسوفة ولا ايه . ده هيبقى بيتك يا عروستنا . دخلت الشقه وانا ابتسم وكنت انظر حولى حتى وقعت عينى على غرفه النوم .اقتربت منها بخوف ووقفت امامها لبعض لحظات انها غرفه اعدامى التى يتم فيها قتلى وسلب حياتى . انها الغرفه التى ينتهك فيها اغلى ما عندى لمن لا احب . انها غرفه الموت .. وفجاه لقيت والدة عصام بتقولى : ايه رايك فى الشقه .. ابتسمت وقلتلها حلوه . قالتلى انتى اللى هتحليها يا حبيبة قلبى . مشيت تجاه الصالون وجلسنا انا وماما واخى ووالد عصام ووالدته وكان عصام يجلس مع ابى فى المقعد المقابل لنا . بدأ والد عصام يتحدث عن نفسه ثم بدأ الحديث عن الشقه قائلا : بص يا ابو امل انا بسافر كتير والشقه دى اعتبرها بتاعتك جهزها على ذوقك وعصام ابنى معاك واى مصاريف اتصلو بيا وانا هبعتلكم متشلوش هم حاجه ثم اكمل حديثه قائلا : وطبعا فى الفتره اللى الشقه بتتشطب فيها هتكون ام عصام مش موجوده فى الشقه وهتقعد عند بناتها لحد مايجى يوم فرح عصام هنحضر الفرح ونسافر ان شاء الله .اما بالنسبه للخطوبه هتتم باذن الله بعد ماخوه الكبير يتجوز وهو هيدخل ان شاء الله شهر خمسه الجاى يعنى مش بعيد كلها اربع شهور والايام بتجرى .وقتها وانا استمع وقعت عينى على ورقه النتيجه المعلقه على الحائط واخذت اردد بداخلى واقول( باقى اربع شهور فقط على اعدامى)..  رد بابا وقاله ربنا يتمم لاخو عصام على خير .رد والد عصام وقال : ويتمم لعرايسنا على خير وعلى فكره الشقه مفهاش شغل كتير وانا مظبطها كويس بس هى محتاجه شويه تعديلات بسيطه على ذوق العرايس بقا وطبعا البركه فيك يا ابو امل .ردت والدتى وقالت : بس والله الشارع هيبقى وحش من غيركم يا ام عصام . ردت والدة عصام : الله يخليكى ده الشارع منور بيكم . قال ابى ولازم تنزلو القاهره وتجو تزورو العرايس طبعا . رد والد عصام: ان شاء الله اكيد ونجى لعيالهم كمان . كان الجميع يتحدث الا انا .كنت استمع لهم فقط وفى يدى كوب العصير لم ينقص منه شىء فقد ظلت الكبايه فى يدى ساعه بنفس وضعها لم اتذوق طعمها  وكأن المرار الذى فى حلقى يرفض طعم هذا الكوب بالأخص . لانى كنت على يقين ان هذا الكوب لم يكن اقل مراره من تلك المراره التى احسها .. وفجاه سمعت والدة عصام تقول لعصام: قوم جيب الهديه بتاعت عروستك . نظرت الى عصام فى تعجب لقيته بيبتسم وقام دخل الاوضه وبعد لحظات خرج عصام وفى يده شنطه هدايا صغيره ولقيته بيقرب منى وبيدهالى .اخدتها وانا مبتسمه وقلتله شكرا وحطيتها جنبى .قالت لى والدة عصام : متفتحى الهديه يا عروسه متتكسفيش . رد والد عصام وقال : قوم يا عصام افتحلها. اخذ العصام الشنطه وفتحها فى هذا الوقت كنت انظر بعيد فلم اكن متلهفه على هديه عصام كما كنت متلهفه على هديه شرف . ف شتان بين الشعورين .وفجاه وجدت والدة عصام تقول : ايه رايك فى الهديه يا عروسه .بصيت على ايد عصام لقيته طلع من الشنطه موبيل . اعطانى عصام الموبيل عشان اتفرج عليه .قلتله حلو اوى شكرا  .قال والد عصام : على فكره عصام وصانى اجيبهولك وانا جاى من السفر .. رد عصام : بس ناقصلو الخط ثم ضحك . رد بابا على عصام وقال : فى حد يجيب لحد موبيل من غير خط يابنى مش اللى يجيب حاجه يجيبها كامله وكان الجميع يضحك بصوت واحد .رد عصام وهو يضحك وقال : معلش يا عمى نسيت والله بس هجيبهولك لما اجيلكم الزياره الجايه . قاله له ابى : لا يا حبيبى انا بهزر احنا هنجيبو بس عايزين نختار نغمه للموبيل بقا ..وبدأ عصام يشارك بابا فى اختيار النغمه . اما عن والدة عصام فكانت تحكى مع والدتى عن ابناءها قائله احنا معانا اربعه غير عصام ٣ بنات وولد .البنات ولاء وشيماء وامانى متجوزين اما الولد اسمه شرف وخاطب وهيدخل شهر خمسه ان شاء الله . اول ما سمعت اسم شرف فى كلامهم تركت حديث عصام وابى ورفعت عينى لوالدة عصام فى لهفه ولقيت نفسى بنتبه لكلامها .. ازاى هتجوز واحد اخوه اسمه شرف ؟ يعنى اسمه هيبقى ديما فى ودانى ؟ ازاى هيجى يوم وانادى عليه واقولو  ياشرف ويرد عليا حد غير شرف حبيبى  ؟ ازاى هنطق الاسم ده بلسانى وهيكون الاسم ده اقرب شخص لزوجى المستقبلى .. اخوه ..وفجاه لقيت عصام بيقولى يا امل عايزه انهى نغمه .تنبهت له وقلت : ها ؟ اى نغمه حط اى حاجه كنت انا فى وادى وهما وادى محدش فيهم كان حاسس بيا .كنت مستنيه كلمه يلا نمشى بفارغ الصبر .واخيرا بابا قالها ..يلا نمشى عشان ورايا شغل الصبح. رد عصام وقال :وانا كمان نازل الشغل كمان شويه استنو ننزل سوا . رد بابا لا معلش هننزل احنا عشان الوقت اتاخر ..تركت كبايه العصير من يدى التى لم ينقص منها بوء واحد وقمنا عشان نمشى .وانا فى طريقى لباب الشقه عديت على اوضه النوم تانى وبصيت عليها وحسيت نفس الشعور البشع . خرجت على السلم وانا اقول لنفسى كيف اكون ربت هذا البيت ؟ كيف اكون زوجه هذا الشخص ؟ نزلنا الشارع .. وقبل ان ندخل الى منزلنا وجدت ابى يقول : تعالى معايا يامل نجيب خط للموبيل .نظرت له وقلت : بلاش خلى عصام يبقى يجيبو انا كده كده مش محتاجاه . قالى : يا عبيطه عشان تفاجئيه .قلتلو هفاجئو ازاى ؟ قالى هنجيب الخط ونشحنو ولما نطلع البيت ابقى ابعيتلو رساله او كلميه عشان يتفاجىء بيكى انك جبتى الخط .وقتها وقفت مكانى و قلت : هكلمه ؟ قالى اومال هو جابلك الموبيل ليه ؟ قلتله : ايوه بس المفروض هو اللى يتصل الاول .قالى : هيتصل ازاى من غير ميعرف الرقم وبعدين ده خطيبك فيها ايه لما تفاجئيه وتفرحيه باتصالك له ثم اكمل حديثه وقال اطلعى انتى مع امك وانا هروح اشترى الخط واشحنه. ذهب ابى لمحل الموبيلات  كنت مخنوقه اوى وكنت شايله هم لحظه اتصالى بعصام جدا لدرجه انى مكنتش عايزه اطلع البيت وكنت بحاول اقنع ماما اننا نروح لخالتى لكن للاسف ماما رفضت وقالتلى : رجلى وجعانى والله يا امل وكمان الوقت اتاخر نبقى نروح بكره . طلعنا البيت وبدأ ابى يلاحظ تجاهلى لطلب الاتصال بعصام وانى بحاول اشغل نفسى واتهرب مما جعل ابى يقول : يلا يا امل اتصلى بعصام . قلتله : طيب يا بابا هتصل لما عصام ينزل الشغل .قالى : طب متكلميه قبل ماينزل ايه المشكله ؟ قلتله : يا بابا سيبنى برحتى انت ليه مستعجل كده مانا هكلمه خلاص قلتلك هكلمه لما ينزل .تعجب ابى وقال : طب روحى بصى من البلاكونه كده شوفيه نزل  ولا لسه . دخلت البلاكونه وانا متعصبه واخذت انظر الى شباكه فى اختناق . كنت اكره ذلك الشباك الذى رأنى منه وحبنى من خلاله . كنت اكره نفسى أيضا التى جعلته يلتفت نظره لى .كنت اكره وجهى الذى اعجب عصام بملامحه .كنت انظر ليدى وانا امسكها بعنف ببعضها البعض  فانا اكره تلك اليد ايضا التى اخذت منه الموبيل وتقبلت تلك الهديه. انها نفس اليد التى ستلبس دبلته قريبا .اننى اكره كل ما فيا وبدأت دموعى تتساقط على تلك اليدين وانا انظر الى شباك عصام وارى خياله من خلف الشباك وهو يفوت من امامه يمينا ويسارا .لم اكف عن النظر للشباك  وانا  اتمنى عدم نزوله حتى لا تانى لحظه اتصالى به 


وكان المشهد كما يظهر فى الفيديو
الى اللقاء فى الحلقه القادمه





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق