الخميس، 20 يوليو 2023

ربما غاب عن نظر البعض أن سُنَن الكون لا تجامل أحداً//بقلم الكاتب فوزي الزيبق

 


ربما غاب عن نظر البعض أن سُنَن الكون لا تجامل أحداً ..


و ليس معنى أنني مُسلماً أنه يمكنني أن أمشي فوق الماء أو أطير فى الهواء.. أو أجتاز الصعب دون عناء..


فعندما خالف بعض المسلمين أوامر الرسول الكريم فى معركة ( أُحد ) كانت الهزيمة من نصيبهم..


بينما انتصروا على عدوهم فى معركة بدر رغم قلة العدد..


وعندما أعجبوا بكثرتهم  فى معركة ( حُنين ) وشغلتهم الغنائم كانت الهزيمة أيضاً..


« وَیَوۡمَ حُنَیۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَیۡـࣰٔا وَضَاقَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّیۡتُم مُّدۡبِرِینَ »


الدولة الأموية مع سلبياتها وفساد بعض حكامها كانت أمريكا زمانها.. كانت إمبراطورية عظمى ..


إذ « امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر » .


 تبعتها الدولة العباسية التى لا تقل عنها قوة واتساعاً بل زدات عليها التقدم العلمي والنهضة الفكرية.. 


ثم الدولة العثمانية  - رغم سوْءاتها - شملت دولاً فى أوروبا مثل اليونان والبلقان و دولاً فى إفريقيا مثل مصر و دولاً فى آسيا مثل العراق وسوريا وفلسطين والجزيرة العربية..


كم كان لهذه الدول أيام عز  و قوة و منعة..


اسأل التاريخ عن قرطبة والقاهرة وبغداد ودمشق  أيام مجدهم ..


لكن التاريخ دورات والأيام دول 


« وَتِلۡكَ ٱلۡأَیَّامُ نُدَاوِلُهَا بَیۡنَ ٱلنَّاسِ »


الشاب يهرم ويضعف بعد قوة ..


والطفل يشتد ويقوى بعد ضعف..


انهارت تلك الامبراطوريات كما انهارت بعدها الإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس..


وها نحن اليوم نعيش عصر الإمبراطورية الأمريكية وتسلطها على العالم فمن ليس معها تعتبره ضدها كما قال أحد قادتها..


ويُخيَّل إلينا أن أميركا موجودة هكذا قوية منذ الأزل وسوف تظل هكذا إلى الأبد ..


وهذا غير صحيح ..


سوف تشيخ و تهرم وتضعف وتموت كما حدث لغيرها من الدول القوية السابقة..


وقد يكون المارد الصيني هو مَن يتولى قيادة العالم فى المستقبل..


و تبقى الإجابة على السؤال التاريخي..


كيف يكون التقدم والتخلف ؟!


والإجابة:


ربما يأتي التقدم بعد هزيمة ساحقة مثلما حدث مع اليابان..


وربما يأتي التقدم بإرادة عليا كما حدث مع ماليزيا..


وإذا كان الغرب قد ركب قطار التقدم بعد تخلصه من سيطرة الكنيسة وتسلط الكهنة..


فإن الشرق ما إن تخلص من بوائق الاستعمار حتى ذاق مرارة الاستبداد..


ما أريد أن أقوله..


أن الشمس تمنح ضوءها وحرارتها للجميع بصرف النظر عن لونهم..


والأرض تعطي خيراتها لمن يجيد حراثتها واستغلالها بصرف النظر عن عقيدته..


والبحر إذا نزله مسلم وكافر لن ينجو إلا الذي تعلَّم السباحة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق