(درر الأنام في تاريخ الإسلام(220 بيتا)
الجزء الاول (قيادة خير الانام)
********************
دَعْ مَنْ تَرَنَّمَ بِالْمَــدَائِحِ وَالْغَزَلْ
وَاسْمُو بِحَرْفِكَ بَيْنَ أَجْدَادِ الْأُوَلْ
هُمْ لِلْكَوَاكِبِ حُسْنُهَا وَضِيَاؤُهَا
نُورُ الْهِـــــدَايَةِ دُونَهُـمْ لَا يَكْتَمِلْ
هُمْ دُرَّةُ الْإِسْلَامِ هُمْ تِيجَــــانُهُ
أَهْلُ الْمَنَارَةِ وَالْبُطُولَةِ وَالْجَلَلْ
دَعْ مَا تَنَاقَلَ مِنْ أَسَاطِيرِ الْوَرَى
إِلَّا الَّتِي قَـــدْ قَادَهَا خَيْرُ الرُّسُلْ
تِلْكَ الْحَفَاوَةُ فِي رِيَاضِ مُحَمَّدٍ
كَمْ غَزْوَةٍ رُبِحَتْ بهِ حِينَ اقْتَتَلْ
نَشَرَ الْمَحَبَّةَ وَالسَّلَامَةَ بَيْنَنَا
فَتَمَاسَكَـــتْ أَوْصَـالُنَا بَيْنَ الدُّوَلْ
هِيَ دَوْلَةُ الْإِسْلَامِ عُظِّمَ شَأْنُهَا
بِقِيَادَةِ الْمَبْعُــوثِ فِيمَــا قَــدْ نَـزَلْ
فَرُمُوزُهَا أَبْطَالُهَا وَمُلُوكُهَا
مَلَكُوا الْمَشَارِقَ وَالْمَغَارِبَ إِنْ تَسَلْ
بَلْ مَا ارْتَضَوْا لِلْحَرْبِ إِلَّا بَعْدَ مَا
جَارَ الْعَدُوُّ فَخَابَ فِيهِمْ وَاسْتَذَلْ
مِثْلَ الصَّوَاعِقِ إِنْ أَحَلَّ قُدُومُهُمْ
أَرْضَ الْمَعَارِكِ تُسْتَشَاطُ وَتَرْتَجِلْ
وَسُيُوفُهُمْ حَدْبَاءُ عِنْدَ بَرِيقِهَا
تَغْزُو الرِّقَابَ بِضَرْبَةٍ لَا تُمْتَثَلْ
غَزَوَاتُنَا نَصْرٌ تَمَالَكَهُ الْبَقَا
فَجِهَادُنَا عَنْ دِينِنَا لَا يَنْفَصِلْ
عَدَدٌ ثَمَانِيةٌ وَعِشْرُونَ انْقَضَتْ
غَزَوَاتُنَا نَصْرٌ عَظْيمٌ قَدْ جَذَلْ
أَقْوَاهُمُو أَسْمَاهُمُو أَغْزَاهُمُو
فِي فَتْحِ مَكَّةَ وَالْجَمِيعُ قَدِ ابْتَهَلْ
قَدْ كَسَّرُوا الْأَصْنَامَ فِي أَرْجَائِهَا
نَكَثَ الَّذِي عَنْ قَوْلِهِ يَعْلُو هُبَلْ
فَاللهُ أَعْلَى قَدْ أَمَدَّ نَبِيَّهُ
نَصْرًا مُبِينًا جَامِعًا كُلَّ السُّبُلْ
هَذَا أَوَانُ الْحَقِّ جَاءَ بِنَصْرِهِ
وَتَطَهَّرَتْ أُمُّ الْقُرَى مِمَّا عَضَلْ
فَعَفَا النَّبِيُّ عَنِ الْجَمِيعِ وَرَدَّدُوا
أَنْتَ الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ كَمَا نُقِلْ
بَطْحَاءُ مَكَّةَ وَالْمَعَاشِرُ أَعْلَنُوا
إِسْلَامَهُمْ نَصْرُ الْإِلَهِ لِمَنْ أَجَلْ
اللهُ يَا اللهُ فِيمَا قَدْ بَدَا
فَرْدًا تَعَظَّمَ فِي الْمَدَائِنِ وَالدُّوَلْ
فَمُحَمَّدٌ خَيْرُ الْخَلَائِقِ كُلِّهَا
هُوَ سَيِّدُ الثَّقَلَيْنِ بَدْرٌ مُكْتَمِلْ
أَخْلَاقُهُ الْقُرْآنُ مَعْصُومُ الْخَطَا
لَا الذَّنْبُ يُحْمَلُ فِي خُطَاهُ وَلَا الْكَسَلْ
قَدْ جَاءَ يَدْعُو لِلْهِدَايَةِ وَالتُّقَى
وَمَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ دِينٌ مُشْتَمِلْ
مِصْبَاحُهُ الْقُرْآنُ مُعْجِزَةُ الْهُدَى
قَوْلٌ رَصِينٌ هَادِيٌ بَرٌّ تَبِلْ
قَدْ أَجْمَعُوا أَهْلَ الْفُجُورِ مَعَ الْبِغَا
ءِ فَأُرْكِسُوا بَيْنَ التَّدَاعِي وَالْفَشَلْ
قَوْلُ الْإِلَهِ فَلَا يُبَارِي حَرْفَهُ
شِعْرٌ وَلَا قَوْلُ الْهُوَاةِ وَلَا الزَّجَلْ
فِي دَوْلَةِ الْإِسْلَامِ صَارَ لِوَاؤُهَا
عَلَمًا يُرَفْرِفُ بَيْنَ رَايَاتِ الْأَمَلْ
فَتُوُفِّيَ الْمَبْعُوثُ فِينَا بَعْدَمَا
شَرْعَ الْإِلَهِ أتمَّ فِيهَا وَاجْتَبَلْ
فَبَكَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ فِي أَرْجَائِهَا
وَكَذَا السَّمَاءُ وَأَمْطَرَتْ كُلُّ الْمُقَلْ
صَلُّوا عَلَى خَيْرِ الْخَلَائِقِ أَحْمَدٍ
نُورُ الْهِدَايَةِ وَالسَّلَامَةِ مَا حَمَلْ
**************
السيد الديداموني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق