السبت، 25 مايو 2019

خواطر /بقلم الشاعر/ د.محمد الإدريسي

خواطر
الوِسادَةُ تَحْمِلُ كُلَّ الرُّؤوس
مَنْ ضَحَكَتْ الدُّنْيا لَهُ يَؤوس 
رَأْسَ الغَنِيِّ كَما رَأْسَ الفَقير
مِلْءَ العَيْنَيْنِ مِرْتاحُ الضَّمير
نامَ مَنْ لَطفَ بِقَلْبٍ كَسِير
و لَوْ بابْتِسامَةٍ بِقَلبٍ نَظِيف  
لَمْ يَظْلُمْ غَيْرَهُ بِسوءٍ كَثِيف 
لا يَغْمَضُ جَفْنٌ لِمَن تَجَبَّرَ
لِيَكْسِبَ الدُّنْيا لا يَعْنيه البِرّ
يَوَدُّ لَو يَمْتَطي صَهْوَةَ المَجْد
طاغِيٌّ يَكْسِبُ الألْقاب يَعْتَقِد
كأنَّ في الوُجودِ مِثْلُهُ لا يوجَد 
تُشْغِلُهُ هُمومُ الحَياة لا يُحْسَد
 بِفِكْرٍ يَأْكُلُهُ الصَّدأُ كالحَديد
وَرَثَ كُلَّ شَيءٍ أبَداً لا جَديد
يُدْرِكُ أنَّه لا شَيْء دونَ الوَعيد
ما أبْسَطَ المَوَدَّة و لِمَ التَّعقيد  
قِيلَ الكَراهِيَةُ تَنْبُعُ مع الاحْتِقار
صاحِبُها لا يُريدُ يَوْماً الاعْتِذار  
إنَّ الحَيوانَ خَطيرٌ عِنْدَ جُوعِه
أمّا البَشَر فَخُطورَته عِند شِبْعه
النَّظَرات تُغْنيكَ عنِ الكَلِمات
تَأتيكَ دونَ إذْنٍ بأجْمَل الذِّكْرَيات
كَيْفَ نَكْتُمُ الحُبَّ عِدَّةَ سَنوات
و لا نَكْتُمُ البُغْضَ لِعِدَّة ساعات
كَم قَرَّرْتُ أنْ أُوَدِّعَها عِدَّة مَرَّات
أصابَتْني شُكوكُ تَحْقيقِ الأُمْنِيات
في فَهْم الحَياة رَجَعْتُ خَطَوات
في الهُدوء و الصَّمتِ حِكايات
أعْتَبِرُ مَنْ يَتَحَمَّلُ عُيوبي سَيِّدي
حتى إن كان هُو مِنْ بَينَ خَدَمي  
غازِلو الدُّنْيا كَأنَّها أجْمَلُ الاناث
نَسوا أنَّهُم فيها هُم سَبَبُ الخَبَث
طنجة 25/05/2019
د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق