ليلةُ القدر
ياليلةَ القدرِ في أورادِكِ الدُّررُ
كَبّرتُ ربّي الذي في خَلقِهِ أثرُ
من فوقِ عرشٍ لهُ آياتُهُ عَظُمَت
بالمُوحياتِ لكم بانت لهُ صُوَرُ
هذي الخلائقُ من ألطافِهِ طَلَبُوا
كُلٌّ يُسبّحُهُ يَرجُوهُ يَنتَظِرُ
إن لم تقم ليلَها مُستَغفِرًا نَدمًا
مامن ضمانٍ هنا للعُمرِ يُدّخَرُ
فالعُمرُ يجري فلا فوتٌ سَنُدركُهُ
قُم وارتقب ليلةً في كُلّها القَدَرُ
يا ليتني نجمةٌ أصبو إلى طَلَبي
لا ذَنبَ أذنبُهُ لا عُمرَ يُحتَضَرُ
لكنّني بشرٌ والعيبُ يَلحَقُني
روحٌ ونفسٌ بَدَت واليومَ أعتَذِرُ
من حُرقةٍ عبرةً صُبّي أيا مُقلي
ياليتَ لي دعوةٌ يصفو بها الكَدَرُ
ياربُّ إن لم تُجِب إلاّ لمُنعَزِلٍ
من ذا الذي لُطفُهُ كالغَيثِ يَنهمِرُ
في ليلةٍ لم يزل في فَضلِها أملٌ
مُستَحكَمٌ أمرُها سِلمٌ فلا حَذَرُ
صَفحٌ وعَفوٌ فدع لغوًا وفاحشَةً
ولتَقتَرِف شُربةً تَروِي ولا تَزِرُ
سُبحانَهُ مُرشدٌ للعابدينَ إذا
قامت قُلوبُهمو بالدّمعِ تأتَزرُ
دَقّاتُها سَبّحَت والفِكرُ في دِعَةٍ
كُلٌّ يُوَحّدُهُ حمدًا لهُ شَكَرُوا
كم تائبٍ نادمٍ قد جاءَ مُرتَهنًا
مثلُ الرّهانِ الذي مقبُوضهُ حَجَرُ !
مُستَوثِقًا ربَّهُ في عَفوِ نَخوَتِهِ
مَعروفُهُ فائضٌ يُعطي ويَقتَدِرُ
ياراغبًا عَفوَهُ جَاءَت مَفَازَتُهُ
لا تبتئس لحظةً جودًا سَتَزدَهِرُ
ما مثلُها ليلةٌ ضاءت بِطَلعَتِها
أقدارُها سُجّلت والكُلّ قد ذُكِروا
بالرّوحِ قد أُزلِفَت فاحت نسائِمُها
من أمرِ بارِئِها كم أُوفِدَت زُمَرُ
ألأمرُ ليس بهِ تغريدةٌ كُتِبَت
ألأمرُ من حِكمةٍ حَفّت بها السّورُ
لا تعتقد أمرُهُ عِبئًا وتَصفِيَةً
دينُ العبادِ لَفِي قرآنِهِ قَدَرُ
يا شاغلَ العُمرِ لا تَعبَث بهِ طَرَبًا
قم وابتعد جانبًا لو صُحصِحَ الوَتَرُ
من خشيةٍ فَلتَقُم ليلاً تُسامرُها
هلّت فَضَائِلُها فالكَربُ يَندَحِرُ
لا تَنشَغِل ساعةً واحذر مُعادلةً
فوقَ الموازينِ لا تُبقي ولا تَذَرُ
واطلب بها العَفوَ ممّن في ظُلامَتِهِ
يَدعُو عليكَ بِظَهرِ الغيبِ يَعتَصِرُ
ياربُّ لا خيرَ في نفسٍ حَصِيلَتُها
ما خَلّفَت بَهجَةً للصّبرِ تَفتَقِرُ
ياربُّ واستوحَشَت مُرًّا أحاطَ بها
فاكشف غَمَامَاتِهِ قد كادَ يَنفَجِرُ
لم يَنصَرِف رجعةً عن بابِ طُلبَتِهِ
في ضيمِها لم يُصَب جانٌ ولا بشَرُ
حالي فلا يختفي والنّاسُ تَسأَلُني
ربّي الذي وحدَهُ في عِلمِهِ الخَبَرُ
حاشاهُ أن يَترُكَ الأبوابَ مُغلقةً
في ليلةٍ شأنُها ما مثلُهُ وطَرُ
من لَمعَةٍ لُأْلُأَت أنوارُها أفُقًا
فاقت على ألفِ شَهرٍ عدّهُ القَمَرُ
وجّهتُ وجهي لربّ ِ الكونِ راجيةً
علّ الذي صابني يَجلو ويَندثرُ
مَن غيرُهُ يَرصِدُ الملهوفَ يُدركُهُ
رَصدَ السّحابِ وكم أرضٍ لها مَطَرُ
في لحظةٍ أمرُهُ إن شاء كُن فَيَكُنْ
كافٌ ونونٌ إذا ما شاءَ يَقتَدِرُ
د.أحلام الحسن
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحر البسيط