الثلاثاء، 31 مارس 2020

الحلقه (١٧) جزء 2 ماساه امراه / بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى

الحلقه( ١٧) جزء 2 بقلم امال مصطفى الشامى
عنوان الحلقه 
 (ماذا فعلت امل عندما وجدت رقم شرف )
***************************************
انتهى المشهد فى الحلقه الماضيه عند ظهر الورده الحمراء بين اوراق امل فامسكتها بيديها بكل حزن انها ورده خطوبتها مع شرف التى كانت تشهد يوم عظيم يسمى يوم الخطوبه ارتدت فيه امل فستانها الاحمر  وكانت تمسك بهذا البوكيه الذى لم يتبقى  منه الا تلك الورده فقالت امل : انها الورده الحمراء التى ذبلت اوراقها حزنا على فراقنا .. كنت امسكها بتامل وابتسم وكانى اكلمها واشكى لها واقول : كنا متفقين ان نبقا معا انا وهو وكنتى انتى من ضمن العهود التى ربطتنا حين اعطاكى لى واوصانى بان احتفظ بيكى وها انا فعلت واحتفظت بيكى حتى جفت اوراقك ولكن لم تجف دموعى ابدا .فلم اتخيل يوما اننا سنفترق ولم اتوقع ان تظلى معى حتى تصبحى من ضمن ذكرياتى المدفونه داخل خازنه الذكريات التى كلما افتحها تفوح منها رائحه الماضى الموجعه .. كنت واقفه امام الخزنه والاوراق وكٱننى اقف امام مقبرتى التى ادفن فيها مشاعرى بالحيا . فلم استطيع ظهور تلك الاشياء الا لنفسى. فوضعت الورده داخل الكتاب بكل حزن واغلقته وجلست ابكى بجانب الاوراق ويمر امامى يوم خطوبتى باكمله 
شعر  (فى حاجات)
فى حاجات كتير اوى بتفكرنى 
بتبكينى وبتالمنى
 وفى عز الليل بتسهرنى 
وحاجات تانيه بسببها بموت
برسم صورته واصدق انه 
حقيقى موجود
وبقولك يمكن ده يصبرنى
فى حاجات كتير اوى جوايا بتوجعنى
وحاجات كل ما تختر على بالى بتدمرنى
وحاجات تانيه بتسكن اوجاعى 
بتنسينى شويه وترجع تألمنى
فى حاجات كتير اوى صعب انساها
حاجات بتمر قدامى زمان عشناها
مواقف بينا كانت حلوه 
حكايات مع بعض قلناها
مين يقدر ينسينى
 حاجات مطبوعه فى خيالى
ومحفور فى قلبى زكراها
وفى ظل وقوفى امام الورق وقعت عينى على ورقه صغيره تشبه ورقه النتيجه فامسكتها وفتحتها واذ اتفاجىء برقم شرف داخل الورقه  فاغلقت يدى عليها بكل قوتى وقربتها من قلبى واغمضت عينى وفجاه سمعت باب حجرتى بيخبط فاجبت : مين؟ قالت امى يلا عشان العشا جهز ..اخبت الرقم وخرجت .. جلست معهم والطعام فى فمى وكان عقلى شاردا ما الذى ستفعله يا قلبى وما الذى تنوى عليه؟ فبعد انتهائى من الاكل قام الجميع الى النوم وقمت انا الى البلاكونه وكانت الساعه الخامسه فجرا انه صباح يوم الجمعه (موعد زياره شرف) فدخلت البلاكونه ونظرت للسماء الصافيه. ثم امسكت بكرسى شرف وجلست انظر للشارع وافكر ..هل احادثه الان؟ كنت امسك برقمه واتمنى ان افعلها ولكن الخوف يمنعنى وبعد دقائق رن هاتفى فالتفت بلهفه  . ولكنى تنبهت انه عصام  فدخلت  امسكت الهاتف وضغطت على زر (رفض المكالمه) اننى لا اريد ان اسمع صوته الان ..فانا اشتاق لصوت اخر . اشتاق لصوت بات يسرى صداه فى اذنى . نعم اشعر بصوته قريب منى. فقد اسمع صداه من خلف العمائر حولى يردد: ايوه يا امل هجيلك النهارده..  ظليت اتلفت لكل العمائر وعينى واقفه فيها الدموع . وكان ضوء الشروق على وجهى يعكس لمعان الدموع فى عيونى . واخذت تهمس شفتاى وتردد اشتاق لصوتك يا حبيبى .. فوجدت الهاتف فى يدى يصدر نغمه رساله فنظرت للهاتف بعيونى الباكيه فوجدت رساله من عصام يقول ( انتى فين ) فمسحت الرساله ثم دخلت على وضع طيران حتى لا ياتينى منه اى شىء فعينى ترفض قراءه اى شىء منه بل اننى ظليت امسح جميع رسائله بكل عنف بل وجميع رسائلى له ايضا وفى ظل تدريج الرسايل بدا تظهر رسائلى القديمه لشرف . وعند اول رساله افتحها وجدت مكتوب فيها ( انت اتاخرت ليه يا شرف انا مستنياك ) فوضعت يدى على وجهى كى اخفى سيول الدموع   وقلت فعلا اتاخرت عليا اوى والله .. فقد ظهرت الشمس ولم تكف عيونى حتى دخلت الى سريرى واستلقيت على ظهرى وانا انظر لسقف الحجره بكل تعب وارهاق فكنت اريد نومه طويله لا استيقظ منها حتى ارتاح من هذا الحجيم .. بالفعل كنت انام لفترات طويله جدا كنت اغفو ببال مشتت يفقدنى لذة الراحه لم يطيب النوم لى  فلم يكون النوم جدير بان يجعلنى مرتاحه بالشكل الكافى ولكنى اعتبره المسكن  الوحيد لهذا التعب النفسى والذهنى .. كنت اهرب فى النوم لفترات تبدا من 12 ظهرا الى 12 صباحا  . كنت اتعمد ان انام طوال وقت استيقاظهم .وصحو فى توقيت نومهم .وعندما يستقظو ابدا انا فى النوم مجددا . هكذا كنت اعيش حياتى خارج نطاق السيطره على افعالى وكان نومى ملوحظ جدا للجميع بشكل غريب خصوصا عصام انعكس نومى على مواعيد اتصاله واصبحنا لم نتكلم اطلاقا .فكانت مواعيد شغله غير متوافقه مع مواعيد صحيانى . كنت مبسوطه بده لكنه كان مضايق جدا لدرجه انى لقيته  بيشتكى لبابا وبيقوله : يا عمى انا مبقتش عارف اكلم امل . رد بابا وقاله : امل بتكون نايمه . رد عصام : بس انا برن عليها طول اليوم . رد بابا: مهى بتنام طول اليوم . رد عصام : طيب هى بتصحى امتى ؟  رد بابا : بتصحى الساعه 12 بليل . قال عصام : بس الوقت ده انا بكون لسه جاى من الشغل وببقى داخل انام.. رد بابا: يعنى هى تنام انت تصحى ولما هى تصحى انت تنام . رد عصام : ايوه وانا ببقى عايز اكلمها ومش بعرف بسبب نومها . رد بابا : انا هظبط الموضوع ده ..وبالفعل بدأ ابى يلتفت نظره لتعاملاتى مع عصام وبدأ يسالنى ويقول :هو عصام بيكلمك ولا لا؟ قلتله : بقالنا كزه يوم متكلمناش .قالى ليه ؟ قلتله : بيرن وانا نايمه .قالى : بيرن كام مره ؟ قلتله : خمس او ست مرات.قالى: وازاى مش بتصحى ؟ قلتله : بكون عامله الموبيل صامت . قالى : لو شرف اللى بيتصل مكنتيش هتعمليه صامت وكنتى هتقومى من النوم جرى .. لقيت نفسى انهرت فى العياط وقلتله  : حرام عليكم بقا انا مش عايزه اكلم عصام ولا زفت سبونى فى حالى .. لقيت بابا سابنى وقام وفضل يزعق بصوت عالى ويقول : انتى بتدلعى على الواد سيباه يرن عليكى ٥ و ٦ مرات كل يوم ومطنشاه والله الواد ده خساره فيكى .. كان ابى يقسو عليا وهو لم يعرف ان هذه  القسوه سوف تجعلنى ابتعد عن عصام اكتر .. وتسبب فى كرهى له اكتر واكتر  . ولكن شيئا فشيئا بدأ ابى يتقرب منى ليفهم ما سبب هذا النفور الذى جعلنى ابتعد عن عصام بهذا الشكل الملفت والمفاجىء .فقد كان هو الوقت المناسب لكى ارمى من على قلبى هذا الحمل الثقيل واجبته بكل صراحه والم قائله : انا مش عرفه احب عصام يا بابا  انا لسه بحب شرف غصب عنى . وكانت دموعى تبلل احضان ابى.. فاجابنى وانا فى احضانه قائلا : يادى ام  شرف  . ثم مسح دموعى وقال لى : بصى يا بابا  شرف ده صفحه واتقطعت خلاص مش هترجع تانى ومش هينفع اصلا انها ترجع انتى كده بتضيعى مستقبلك وبتظلمى واحد بيحبك مالوش ذنب غير انه حبك متضيعهوش من ايدك عشان فى الزمن ده مافيش حد بيحب حد بجد .عصام بقا بيحبك بجد اعقلى وفوقى يا امل انتو فرحكو قرب واللى بتعمليه ده غلط . قلتله : طب اعمل ايه؟ قالى : متعمليش الموبيل صامت تانى ولما يتصل بيكى قومى كلميه وانا بردو هكلمه يا امل وهخليه يخرجك من الحاله اللى انتى فيها دى .. سابنى بابا وخرج من الاوضه وراح اتصل بعصام .. جريت انا الى خازنتى وامسكت برقم شرف ونظرت اليه بحزن ثم ضغطت على الورقه داخل يدى بقهر بل اننى كنت كلما شعرت بالم يزداد ضغطى على تلك الورقه اكثر واكثر. فى هذا الوقت سمعت ابى وهو يتحدث مع عصام بالخارج وبدأ يفهمه سبب نفورى منه وفى وسط الكلام سمعته بيقولو ( امل لما بتحب حد بتحبه اوى حاول تكسب حبها يا عصام انا عارف انك بتحبها بس حاول تعرف ازاى تكسبها) وفجأه لقيت بابا جاى وجايب معاه الموبيل وبيقولى عصام عايز يكلمك . حطيت الموبيل على اذنى وسكت .سمعته بيقول : الو.. قلتلو ايوه .قالى : ازيك كل ده نوم . ابتسمت وقلتله عادى .. بابا وقتها لما لقانى ابتسمت اطمن وسابنى وطلع من الاوضه .وفضلت انا مع عصام على التليفون .قالى : مالك بقا ..وايه النوم ده كلو ؟ قلتلو : النوم هو الحل الوحيد للى زيى .قالى ازاى يعنى؟ قلتله : بيفصلنى عن الحياه وعن التفكير . قالى : طب وانتى بتفكرى ف ايه ؟. سكت.. قالى : هو سر يعنى ؟ . كنت حسه انه مش فاهم حاجه ولا عمره هيفهم لانى عرفه ان اللى بيحب حد بيكون اعمى زى مانا كنت عاميه مع شرف ومكنتش فاهمه انه مبيحبنيش .كنت بكلم عصام وانا واقفه امام خزنه الاوراق التمس ما فيها من ذكريات والموبيل على اذنى فتنبهت على صوت عصام وهو يقول : انا هفسحك واخرجك من اللى انتى فيه ده هوديكى القلعه والنيل والهرم .وقتها امسكت بتذاكر القلعه والهرم  اللى روحتها مع شرف ودموعى تتساقط عليها وقلت لعصام :لا لا .. فاكمل عصام حديثه وقال: لازم اخرجك انا هطلب من عمى اننا نروح بكره المول اللى على الشارع ايه رايك .لقيت نفسى بقوله لا لا المول لا .وطلعت اجرى على بابا رميت الموبيل على الكرسى ورجعت جرى على اوضتى وانا منهاره فى العياط .كان عصام مستغرب ميعرفش ان المول ده من اكتر الاماكن اللى  روحتها مع شرف وكنا بنحب نروح نتمشى جواه فى نهايه كل خروجتنا .ميعرفش ان القلعه والهرم من ضمن الاماكن اللى منعت نفسى عنها من يوم رحيله طوال سنه كامله ميعرفش ان كل مكان هناك له ذكره فى قلبى بتقتلنى. على كل مقعد قعدنا عليه ..كل رصيف مشينا فوقيه ..كل شجره ضللت علينا..كل طوبه سندنا عليها ..حتى الاسلفت لسه شاهد على خطواتنا .. ميعرفش ان مجرد دخولى المول بالنسبالى انتحار وان تراب الارض كان شاهد على خطاوينا.. مشينا فى كل حته فيه انا وشرف وكانت ضحكاتنا بتسرى فى كل مكان داخله وهو يمشى بجانبى ويمسك بيدى وكأن بصمات خطواتنا لسه موجوده على كل طرقات المول لحد النهارده 

وكان مشهد الزكريات كما يظهر داخل الفيديو الصوتى

  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق