قصيدة شعريةرقم 155
لوم وعتاب
ألوم الزمان على جوره
ام أنه بريء من كل معاتب
كالبحر هو في مده وجزره
يلهو بحالنا و يتلاعب
استعصى علي ترويضه
يتمرد بشموخ القاهر الغالب
اوقعني مرات في فخاخه
أمنت له فلذغني كالعقارب
وعدني صفو حالي فصدقته
فكان لي خداعا متقلبا معاقب
وكم رفعني لمكانة الكواكب
ثم أذلني بين العدا والأقارب
تنكر لي كراهب في هيئته
حتى خلته صديقا وصاحب
أمن لي الطريق فحذوت صوبه
مسايرة إياه مشارقا ومغارب
فكان لي حصانا جافلا حين امتطيته
أردلني أرضا ثم انهالت علي النوائب
دار علي الزمان وأثقن انقلابه
لا همه إن كان صادقا معي أم كاذب
كالحرباء هو في تقلباته
اغدقني أغرب المقالب
فما لاقيته من الأعداء هين
أمام ما ألفيته من أعز الأقارب
أبكاني الزمان مرارا من هوله
حتى صارت أيامي نوادب
وألبسني بعد زهو الألوان أرذل
الجلالب
ما أنفك من نائبة إلا وتغرقني القوارب
وكأنني في نزال مع أبرز محارب
وإن قاتلتني يا زمان العمر كله
لن أهاب هولك ولن أكون منك هارب
تعودت الكدر وما عدت آبه له وجفت دموعي وما عاد لها منابع ولا مساكب
فيا زمان افعل بي ما تشتهيه
فقد بت حقلا دسما لكل التجارب
وما الحياة سوى مسرحية تعرض فيها كل المواهب
وكل سيسدل ستاره وكل الى ربه ذاهب.
بقلم سلوى خلدون شاعرةالبحرالابيض المتوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق