عادت النّفس إلى حياة الأرض تتحسّس مافاتها بالأمس،تبحث عن أحداث لا تعنيها...لعلّ العالم تغيّر، لعلّ الشّمس أصبحت غيمة تَهْمِي السّعادة...ومتى كانت الشّمس رحيمة... سُبَاتٌ يُخَيّم على الأرض!!!! هل مات جميع البشر!!!! حتّى الكلاب أصبحت بكماء، توقّف نباحها،بل انتهى إلى الأبد... هل حزن الكون لغيابي...،لا أحد في انتظاري إلا قهوتي العجيبة:"مُخلِصة أنتِ كما عهدتكِ"...لازالت تستغربُ عودتي مُتسائلة:"ما الّذي عاد بكِ من جديد؟ أَوَلَمْ تستمتعي مع نفسكِ وحيدة؟...الكون كما هو، صامت، كُنْتِ صامتة مثله قبل غيابكِ بالأمس...كانت الكلاب بكماء لكنّ الفئران وهي تسرق قوت الطّيور كانت تُحْدِثُ صوتا يُشْبِهُ نُباح الكلاب ...كانت الزّهور ذابلة لكنّ الصّمت كان يُخيّل لكِ أنّ ريش الطّاووس المُحنّط في حديقة الوجع زهورا فائقة الجمال...كانت الحياة موتا لكنّ المياه الراّكدة في عيون البشر كانت تجعلكِ تُشفقين عليهم ظانّة أنّها دموع النّدم...كانت المُقدّسات الّتي لطالما أثارت خُشوعكِ مُجرّد خرافات ابتدعها بعضهم كي لا تتخطّيْ الخطّ الأحمر، ذاك الخطّ الّذي يخافه البشر وهو مُباح لقبيلة الفئران... كانت...وكانت...وكانت...،هي المشاهد ذاتها تعيشها النّفس كلّ يوم وتظنّ أنّها الحياة"... ذاك العالم الّذي أمضيْتُ فيه يوما مع نفسي جعلني أكتشفُ رتابة الأشياء، نذالة العباد، تفاهة الحياة...هو الكون على حاله...لكن بين الرّحيل والعودة رأيتُ حمم البركان الّتي كنتُ أظنّها أحجارا كريمة،وأقتنصُ الفرص لأسرق واحدة منها وأصنع منها خاتم الخلود...ههههههه.... يا لسخرية القدر... سَرقْتُ حِمَمَةً من هذه الحِمَمِ الكريمة لأُشعِلَ بها نارا أُعِدُّ عليها قهوتي وأبعث فيها من روحي فتقول لكم:💖صباح الخير💖 ___________________________[[ ليلى كافي/تونس]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق