وجع الذكرى
ولقَد ذَكرْتُكِ ، يا طِفلتي..
في ليْلةٍ حَمراءَ ،
فاكْتوتْ بالدمْعِ السَّخينِ مَدامِعِي .
فما تابَ قَلبي عَن هَواكِ ...
ولا أغْنانِي عنكِ حُضْنُها ،
حينَ لاَمَسَْ نَهْدَا الشَّقراءِ اَضَالِعي .
فَبِتًّ اُقَلِّبُ جَنْبي ، فلَعَلني...
أراكِ ، يا سَمراءُ ، في هَجْعةٍ ،
ويَهْمسُّ صَوتُكِ في اَوْتارِ مَسَامِعي .
للهِ ذَرُّكِ ...
مَا أقْساكِ واشْقانِي ، فَكَمْ ...
وَدِدْتُ لَوْ مَا عَرَفتُكِ يَومًا ،
ولاَ قَضَّ هواكِ مَضاجِعي .
قَدْ اقْبَلتْ عَليَّ الدنْيا ، فَما ...
رَضِيتُ مِنَ الْحَياةِ سِوَى
لُقاكِ ، فَرُبَما ...
تَخِفُّ عِنْدَ التَّلاقي مواجِعِي .
هَجَرْتِني ، وقَلَيْتِني ...
وصَرَمْتِ حَبْلَ التْوادِّ بَيْننا ،
ومَا حَسِبْتُ هواكِ يَومًا ،
بِظَلاَّمٍ ، ولاَ مُخادِعِ .
اُدارِي النفسَ في لَحْظةٍ ...
أَقولُ " لَسْتُ اُحِبُّها "،
فَيَغْلِبُ النفسَ شَوْقِي الَيكِ ،
ثُمٌَ تَفيضُ كالْيَنْبوعِ مَدامِعِي .
فاَبْحثُ عَنكِ في ثَنايا الروحِ ...
واَسْألُ خَافِقي ،
فَيورِقّ الشِّعْرُ ، كالزهْرِ تنثره ،
على القِرْطاسِ اَصَابِعِي .
واَظَلًّ اَرْقبُ انْ تَعودِي ،
أُقَلِّبُ الكَفَّ بالْكَفِّ ،
وتَحْرِقُني بالآهِ....
في ذِكْراكِ مَواجِعِي .
للشاعر المغربي
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق