الأحد، 27 نوفمبر 2016

وجع الذكرى / بقلم الشاعر / رسام الشرود

وجع الذكرى

ولقَد ذَكرْتُكِ  ، يا طِفلتي..
في ليْلةٍ حَمراءَ ،
فاكْتوتْ بالدمْعِ السَّخينِ مَدامِعِي .
فما تابَ قَلبي عَن هَواكِ ... 
ولا  أغْنانِي عنكِ  حُضْنُها ،
حينَ لاَمَسَْ نَهْدَا الشَّقراءِ اَضَالِعي .
فَبِتًّ اُقَلِّبُ جَنْبي ، فلَعَلني...
أراكِ ، يا سَمراءُ  ، في هَجْعةٍ ،
ويَهْمسُّ صَوتُكِ في اَوْتارِ مَسَامِعي .
للهِ ذَرُّكِ ...
مَا أقْساكِ واشْقانِي ، فَكَمْ ...
وَدِدْتُ لَوْ مَا عَرَفتُكِ يَومًا ، 
ولاَ قَضَّ هواكِ مَضاجِعي .
قَدْ اقْبَلتْ عَليَّ الدنْيا ، فَما ...
رَضِيتُ مِنَ الْحَياةِ سِوَى
لُقاكِ ، فَرُبَما ...
تَخِفُّ عِنْدَ التَّلاقي مواجِعِي  .
هَجَرْتِني ، وقَلَيْتِني ...
وصَرَمْتِ حَبْلَ التْوادِّ بَيْننا ،
ومَا حَسِبْتُ هواكِ يَومًا ،
بِظَلاَّمٍ ، ولاَ مُخادِعِ .
اُدارِي النفسَ في لَحْظةٍ ...
أَقولُ  " لَسْتُ اُحِبُّها "،
فَيَغْلِبُ النفسَ شَوْقِي الَيكِ ،
ثُمٌَ تَفيضُ كالْيَنْبوعِ مَدامِعِي .
فاَبْحثُ عَنكِ  في ثَنايا الروحِ ...
واَسْألُ خَافِقي  ، 
فَيورِقّ الشِّعْرُ ، كالزهْرِ تنثره ، 
على القِرْطاسِ اَصَابِعِي .
واَظَلًّ اَرْقبُ انْ تَعودِي  ،
أُقَلِّبُ الكَفَّ بالْكَفِّ  ،
وتَحْرِقُني  بالآهِ....
في ذِكْراكِ مَواجِعِي .

للشاعر المغربي
رسام الشرود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق