الجمعة، 25 نوفمبر 2016

كحاجبِ الشَّمسِ / بقلم الشاعر / عبد العزيز بشارات

كحاجبِ الشَّمسِ في الأحلام ضاحَكَني 

يا نسمةً من رياض الخُلد تَنتشرُ 
قبلَ الصباح إذا ما ضمَّنا السّحَرُ

تَرنو إليّ بأثوابٍ مُعطِّرةٍ 
كأنَّها الشَّمسُ إذ بانَت أو القمرُ

رَنَت إليَّ بزادِ الكُحلِ فاتِنتي 
والعينُ تَهمِسُ ألحاناً وتنتَظِرُ

والروحُ في جَسدٍ حلَّ الضياءُ به 
لا العينُ تدركه حُسناً ولا النّظَرُ

سنابلُ القَمح تَحكي رِمشها وَلَهاً
والحاجبُ السَّيفُ الاّ أنّه القدرُ

والخَدّ مثل جُمانٍ حينما لَمَعَت 
أنوارُه، أشْرقَت والدمعُ مُنحَدرُ

قالت رُويدكَ يا مَن في الهوى صَدَحَتْ 
منه المعاني وفيها ضُمِّنَت صوَرُ

لمَسْتُ مِنها يمينَ الطَّرفِ مُنتَبهاً 
وبِتُّ أَرمُق ما تُبدي وبي حَذَر .

قالت تَمهَّل فكُحلي لا يزالُ على 
جَفن العُيون وفي لَحظ الهوى خَدَرُ

وحاذر الخَدَّ لا تقطِفْ نَضارَتِهُ 
وحاذر النُّورَ،فالعينانِ  تنبهرُ

يا من سَكنتِ دُروبَ السِّحرِ مِن خَلدي 
الرُّوحُ تَهفو وهذا القلبُ يصطبرُ

إليك أَشكو جِراحاتي وقَد ذَبُلَت 
مني المآقي وكَلَّ السَّمعُ والبَصَرُ

قد جئتُ أشكو لِمعشوقي جِنايَتَهُ 
يَوم البعاد وعمّا نالَ أعتذرُ

دانَيتُه في الهوى يوماً فباعَدَني 
ليترُكَ الروحَ في الأَشجان تَستعرُ

ولم يُراعِ وداداً كانِ يربِطُنا 
كأنَّه طينةٌ في الأَرض أو حَجرُ

كاتَبتُه لَوعةً مما اعترى جَسدي 
من الهُزال،وقَلبي موهنٌ عَسِرُ

تلكَ المحاسِنُ في أخلاقِه مَسَحَت 
كُلَّ المَساوئِ لما جاءَ يَعتذِر

نورٌ على صَفحَة الأمواهِ طلعَتُه 
كأنها المِسكُ عِندَ القُربِ ينتشر

أضاءَ مِنِّي الثَّنايا حينما انطلَقَت 
مِنْهُ القوافي لها الأشجانُ تفتقر

فَضمَّني ضمةً للصلح تأخُذُني 
روحٌ بَدَونا فلا هم ولا كدرُ

كَحاجبِ الشَّمسِ في الأحلام ضَاحَكني 
ثُمَّ انتبهتُ فلا حِسٌّ ولا خَبَرُ
******************************************************
عبد العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق