الجمعة، 25 نوفمبر 2016

حرب و طفولة / بقلم الشاعر / أحمد نصار

حرب و طفولة  
      
على أطلال مدرسة القرية 
وقفت إحدى عضوات هيئة الإغاثة 
تتفقد أثار الجريمة 
حقائب مدرسية ملطخة بالدماء 
أصابع طبشور مبتورة 
أقلام تلوين مكسورة 
أوراق نصفها أبيض 
ونصفها  أحمر 
دفاتر ممزقة 
مدت يدها بين الأنقاض 
سحبت بقايا دفتر 
على غلافه الممزق 
سجل تلميذ بياناته 
الإسم    ( صالح ) 
الصف   (  الأول ب )  
حلمي  ( أصبح مهندسا ) 
مدت يدها بين حجرين 
تناولت دفتر آخر 
هذه المرة تلميذة 
سجلت بياناتها 
 الإسم   ( جميلة ) 
الصف  ( الأول  ب ) 
حلمي  ( أصبح معلمة ) 
اغرورقت عيناها بالدموع 
اكملت تفقدها المكان
في زاوية من الركام  
تناثرت لوحات رسم ممزقة 
و بقايا آلات موسيقية 
مؤكد هنا كانت حجرة الرسم و الموسيقى
على لوحه كبيرة 
وجدت انشودة 
بخط جميل .. ربما خط معلمة الصف
كتبت المقطع  الأول من انشودة 
لمنصور الرحباني تقول 
" اغنيتي للطفل و الطفولة 
لضحكة البراءة الخجولة 
لصبية يلهون في التراب 
ضحكاتهم تفتح الف باب 
لقصص في ش....  
لم تكمل المعلمة الأنشودة 
ربما باغتتها القذيفة 
قبل أن تكملها 
أمسكت العضوة القلم 
و أكملت كتابة الأنشودة 
" في شرقنا بخيلة 
 اغنيتي طائرة تنادي 
في شرقنا لم يزهر الحرمان 
أما  لهذا الطفل في بلادي 
كما لطفل أخر حنان 
فبعض أطفال العرب 
في الحرب يولدون 
وبعض أطفال العرب 
في الحرب يكبرون 
لا حب لا تاريخ لا طفوله  " 
 ثم أسفل اللوحة
كتبت بخط عريض
تبا للأوطان الغبية 
و تبا لحرب 
تقتل الأولاد الصالحين 
و البنات الجميلات

    احمد نصار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق