الخميس، 24 نوفمبر 2016

لوحة بديعة / بقلم الشاعر / محمد عدلي محمد

لوحة بديعة ترسمها كلماتي 

لقد حلق بي  الخيال على بساطه الذهبي ...  و ارتفع نحو آفاق الجمال الممتد الذي لا ينضب أبدا  ...  وهناك أبهرتني صور عديدة  زاهية  ألوانها  تنبض بالروعة و البهجة ...  فرسمت  بكلماتي الوردية  لوحة فنية  فائقة الجمال تحتوي على صورتين أكملت بهما أبدع المناظر . 

الصورة الأولى
صورة جمعت  أرقي معني الجمال .. الطفولة و الأمومة  .. حيث يظهر في الصورة طفل وليد وهو في أحضان أمه و هي تداعبه ..  و تنهال منهما  ابتسامات تتراقص على أنغام موسيقى رقيقة  هادئة يعزفها جمال الأم  و براءة وليدها ..  يالها من صورة تبعث في النفس السكينة .. و ترتاح العيون عند  رؤيتها . 

الصورة الثانية
صورة بديعة رصدت لحظات فريدة من عمر الوجود وهي لحظة الغروب  ..  اللحظة النادرة التي تعبر عن روعة الشمس وهي تودع الحياة  ..  و حين تنشر أشعتها على الكون لتمد الطبيعة بجمال فوق جمال فوق رووووعة  . 

و الآن أقدم لكم  لوحتي الجميلة التي مَزجت بين أجمل صورتين .. و ذلك في حضور الزمان و المكان  . 

في لوحتي  ظهرت  ..  أم و وليدها تجلس على شاطئ البحر الهائج بأمواجه الثائرة الذي يشبه في تقلباته الزمان  .. وهما ينعمان بالنسيم  العليل الذي  يعزف بصوته الساحر سيمفونية كلاسيكية عزبة تُريح النفوس وتُشفي العِلل .

و لوحتي  رصدت  لحظات نادرة  للشمس وهي حزينة  حينما استعدت للرحيل ..  و قد لاحت  تودع الحياة و تنثر أشعتها الذهبية على الوجود .. و على وجه الأم و طفلها و على البحر ..  فذابت تلك الأشعة الذهبية  في ذرات الأمواج    ..  و صرخ الهدير ليعلن عن غضبه .. بل  ليعبر عن حزن الكون .. فقد حان الميقات لكي يفارق  النهار الحياة  و لكي يُولد ليل جديد  ..  وبعد  لحظات قليلة  تبدل المنظر..  وسطعت الأشعة الحمراء المنبعثة من الشمس لتملأ صفحة لوحتي و التي ازدادت  توهجا حتى سيطرت  الحُمرة على كل الألوان .. وغابت الشمس .. وبدأت  رحلة  الليل الطويلة  .. ونشرت الظلماء سوادها على العالم .. و حل السكون وتخلل أرجاء المكان .  

 ولكن برغم موت النهار و مولد الليل  .. فقد ظهر منظر  آخر بلوحتي الجميلة للام و طفلها  وهما يلعبان وتشرق من وجهيهما  ابتسامات  لم تنقطع أبدا  .. فتبعث في القلوب النشوة .. وتُعيد الأمل وتُحييه في الوجود من جديد  وتنشر رحيقه على العالم . 

هذه لوحتي التي هي صور حقيقية  من واقع  الحياة .. و ألوانها طبيعية راقية جمعت بين الأمل و الرجاء .. هذه لوحتي التي  تعجز أنامل الإنسان عن رسمها .. لأن الذي أبدعها هو رب السماء ..  فتبارك الخلاق الوهاب  سبحانه و تعالي الذي خلق ..  و صور ..  و أبدع . 

بقلم محمد عدلي محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق