رياح الخريف
***********
جاء الخريفُ وتساقطت الأوراقُ
تموجُ الرياح ُ بها بين تلٍ ومنحدرْ
هنالك بعضٌ من عشقنا
ومفردات نقشت لغرامنا
وسيرة بانغام الهوي
ترقص الان عليها الرياح
رقصات الغجرْ
ودوامات رُسِمَتْ
بأوراقٍ ذِبُلَتْ
وأشواقٍ جنحت
ترسم علي وجه السماءِ
ذكريات عمرٍ مع القمرْ
تراءت لعيني صوراً خائره
توقظُ روحا ساهمةً حائره
تجوبُ أمسياتٍ آسره
والريحُ تجرحُ أطيافَ الصورْ
*******
كنتُ أرسُمُ وجهكِ علي غيمةٍ بيضاء
راق صفاءها علي الأفق غرّاء
أبعث قبلاتي اليها في أعاليها
ترسل التحايا إلينا أنداء
قطرات علي وجهينا ناعمه
تدفقت منك ضحكة مديده
وتسألين
أتغازلني أم الغيمه
جمعت حينها اشواقٍ حميماتِ
ولثمتُ فمكِ العذبِ ومشينا
مابين ضحكات الشجرْ
********
ويوم كنا والنيلُ يحيطنا
في زورقٍ بنا يتهادي
تغنيتُ بلحنٍ جميل
وقفتِ ترقصين
في ثوبكِ الوردي تتألقين
كلؤلؤةٍ تخرج من صدفتها
ظلت حينها حُمرةُ الشمس تداعبنا
تخشي لحظات الغروب
تشاركنا الجنون
فوق صفحة النهر
*********
ويوم الربيع كحُسنك البديع
كانت شقوق النور في جبينكِ
في حجم الشمس
كانت فروع الياسمين جدائلا
تغازلكِ في همس
وهذانِ النهدانِ الثائرانِ
احتجاجا علي ثوبكِ المصنوع
من أنسامِ الربيع
خيلاء تمشين كحوراء نُسِجتْ
من حلم ليس له تفسير
تسع عيناكِ الكون كله
وكأنها نظرة الألهه
أو عيون القدر
********
وتصفعُ الريحُ وجهي فأفق
أطلق ساقاي للريح
الملمُ الذكريات
لم يبقي من اوراقنا سوي ورقةٍ
بها اسمي واسمك
وبقايا عبير من عطرك
ونقش خطوطٍ من رسمك
غابت شمسك
يا زهرة مستلقيه في كهف من نور
محفوفة بالدررْ
********
وهكذا
اتواري خلف جدار النسيان
تجلدني المسافات
اسكن اتراحي العقيمه
بعدما كان رحابك موطني
أُخبئ في قلبي أنّاتي
أُطارح الأطيارَ سجع كلماتي
أنا شاعرٌ في حشايا ألف قصيدة
أبي الطلق بعدك ان تكون مولودة
يا حلما كان ولم يُفَسّر
كتبت المراثي حتي صارت أيامي حطاما
واوراقي حطاما
واعصابي حطاما
ناشدتُكِ في الخيال أن تَرجعي
وكيف لكِ أن تسمعي
يخايلُني طيفكِ في أدمعي
في أضلُعي وفي مخدعي
أعاقر الليل وحدي
ورياح الخريف تلفُ بالأشجان موضعي
فأين المفر أين المفر
*****************
********
عصام دياب ( السلطان بيبرس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق