الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

خَيبةُ أمَل / بقلم الشاعر / رسام الشرود

خَيبةُ أمَل



حَسِبْتُكِ قَدْ غَفَرتِ ،
يا حِنْطِيَّةَ الْمِزاجِ ، وَقَدْ
قَدَّمْتُ لكِ الجُروحَ قَرابيناً ،
وَالآهَاتِ  اَعْذارَا .

ولَمسْتُ فيكِ مِنِ الْخِصالِ ،
حَمِيدَها وجَلِيلَها ..
فاَعلنتِ ، يا أَسَفِي عليكِ ...
الِحِقْدَ في الْخِتامِ جِِهارَا .

انا مَا جَنَيْتُ الذي جَنَيْتُ ،
بِمَحْضِ تَعَقُّلِي ...
وانَّما  بِفِعّلكِ جَنَّ جُنونِي...
فَصَارَ الذي صَارَا .

كانََ لي عَقْلٌ سَليمٌ ،
 قبِلَ انْ الْقاكِ ،
أُباهِي بِهِ الْوَرَى ، ولَولاكِ ،
عَقليَ السَّليمُ ما طارَا .

هَذا جَزائِي ،
حينَ اخْلَصتُ مَودٌَتِي ..
وقَدمْتُ عَلى الجُنونِ...
لكِ التَّنازُلَ و التَذَلُّل وَ الأعْذارَا .

لَوْ لَمْ اكُنْ اَخْلَصّتُ في حٌبِّي ،
مَا ارْتَضَيْتُ مَذَلَّتِي ..
وَلاَ كُنتُ اقْتفَيتُكِ يَوْماً  ، 
أَوْ تَحَرَّيْتُ عنكِ ، بَعْدكِ ، الأخْبارَا .

أما يكفيكِ ،
فلاَ  تَنْبُشِي وَجَعي،
خَلِّي الاَيامَ تَصْرِفُنا ،
كَمَا تَشاءُ...
ودَعي لِلَمِّ حُزْنِنَا الأقْدارَا .

فَكَمْ تَمَنَّيتُ ، لمَّا كُنتِ مَعي ،
لَوْ في لَوْحِ المَقاديرِ ...
ما الْتَقَينَا  أبَداً، ولاَ 
نَزلتِ بِساحَتي مَطَرًا  هَدَّارَا .

شَقِيتّ في هَوَاكِ...
ومَا زلتُ اُكابِدُ حُزنِي ،
فارْحَميني ،لاَ تَمُدِّي بِحُزْنِيَ 
الأَحْزانَ مِدْرارَا .

سَامَحْتُكِ ...
فإنْ تَتُوبِي ، تُثابِي 
وإِنْ تَنبُشِي جُرْحِي ...
فأَنَا مُضْناكِ....
 أَوْلَى مِنْكِ بالعذرِ أعذارَا .

فأْنْتِ ، مُذْ عَرَفْتكِ ، زِدْتِني ...
جُرْحًا عَلى جُرحٍ ، لَسْتُ اَنْسَاهُ ،
 فكمْ طَرَّزَتْ يَدِي...
 بدم الْجِراحَات ...َ اَشْعارَا  .

للشاعر المغربي
رسام الشرود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق