النقد بين التطرف والمرونة
لا شكّ في أنّ النّقد عمل أدبي رائع لا غنى لنص أدبي عنه ولا استغناء
ومن شأنه أن يعطي عمرا أطول للنص عموما
وذلك لأن علاقة النص بالنقد هي علاقة جدلية والتأثير والتأثر يكون في الاتجاهين
فالنص الأدبي يحتاج دائما لنقدٍ يكتشف فيه مواطن الجمال والإبداع التي تخفى عن القارئ العادي وحتى الكاتب نفسه
والناقد أيضا يكون في حاجة لنص أدبي يطور لديه معايير النقد ويساعده على امتلاك عين نقد جميلة تقتفى آثار الجمال والنقائص حين القراءة
ويكسبه الخبرة على الغوص في بحار الحرف دون الارتطام بجداريات الشخصنة والغرور والتعنت والأسلوب فيكون نقده بذلك محببا إلى قلب الكاتب غير مردود عليه
يدور عمل الناقد الناجح برأيي البسيط حول النقاط التالية :
ـ دراسة وشرح النص أو العمل الفني
ـ الأسلوب الذي اتبعه الشاعر أو الأديب
ـ التراكيب اللغوية والمفردات هل نجح في اختيار الكلمات المناسبة للنص والموضوع وهل كانت الجمل موظفة ومترابطة
ـ الصور البيانية التي استخدمها الشاعر من تشابيه واستعارات وكنايات وتوريه
ـ موضوع النص
ـ وهل وفق الشاعر بعنوان قصيدته وعبر عنه من خلال نصه
ـ العاطفة
ـ الخاتمة وفيها يلخص الناقد رأيه ورؤيته للنص
وبذلك فالنقد يتعلق بالشكل والمضمون موزعة كما الآتي
ـ طبيعة النص وشكله
ـ موضوعه
ـ تركيبته اللغوية
ـ الغاية منه
فرغم أن الكاتب يسعى جاهدا لإخراج نصه في أجمل صورة وقد يراه مكتملا
إلا أن ذلك لا يعني أن الكاتب قد بلغ الكمال بعمله
ولأن الكاتب وإن أردنا أن نحمله التزام حين الكاتبة فالتزامه لا يتعدى أن يكون التزام ببذل عناية وبذلك فهو على خلاف الناقد الذي يلقى عليه التزام بتحقيق نتيجة من نقده
وهذا ما يفرض على الناقد شكل معين من التعامل مع العمل الذي يقوم أساسا على روح العمل والغاية من ورائه ، فالكاتب قد لا ينجح في ايصال فكرته على أتم وجه أو قد تكون الفكرة ضبابية وهنا يأتي دور الناقد في التوضيح وإيضاح تلك الفكرة التي تنتظر يد حانية لإخراجها إلى الوجود وليس العمل على إجهاضها
وحتى تكون عملية النقد منصفة في حالة الإخفاق هذه فعلى الناقد أن يعتمد التدرج السلس في اتباع ما يستوجب نقده والانتقال العفوي لملامسة روح النص ليسلط الضوء على شخصية الكاتب وخلفيته وظروف كتابة النص
والخلفية هنا لا تعني إطلاق الأحكام الجزافية على النوايا لأن لا أحد مهما وصلت مهارته ودقته وموضوعيته في النقد يستطيع الوصول إلى ذلك الجانب المظلم لدى من كتب النص
أو أي عمل أدبي ما
واحتراما لمبدأ النسبية التي تحكم كل الأعمال الإنسانية ( من كتابة ونقد ... الخ )
على الكاتب أن لا يُلبِس عمله ثوب الكمال وكذلك الناقد عليه أن لا يُلبِس رأيه ثوب القداسة
فالجمال لا تلحظه كل العيون بل أكثر من ذلك قد لا يتفق اثنان علي أساسياته
والجميل يبقى جميلا وإن تجاذب النقص ( أو القبح ) أطرافه ... انتهى . \.
بقلم \\ منيرة الغانمي ـ تونس
لا شكّ في أنّ النّقد عمل أدبي رائع لا غنى لنص أدبي عنه ولا استغناء
ومن شأنه أن يعطي عمرا أطول للنص عموما
وذلك لأن علاقة النص بالنقد هي علاقة جدلية والتأثير والتأثر يكون في الاتجاهين
فالنص الأدبي يحتاج دائما لنقدٍ يكتشف فيه مواطن الجمال والإبداع التي تخفى عن القارئ العادي وحتى الكاتب نفسه
والناقد أيضا يكون في حاجة لنص أدبي يطور لديه معايير النقد ويساعده على امتلاك عين نقد جميلة تقتفى آثار الجمال والنقائص حين القراءة
ويكسبه الخبرة على الغوص في بحار الحرف دون الارتطام بجداريات الشخصنة والغرور والتعنت والأسلوب فيكون نقده بذلك محببا إلى قلب الكاتب غير مردود عليه
يدور عمل الناقد الناجح برأيي البسيط حول النقاط التالية :
ـ دراسة وشرح النص أو العمل الفني
ـ الأسلوب الذي اتبعه الشاعر أو الأديب
ـ التراكيب اللغوية والمفردات هل نجح في اختيار الكلمات المناسبة للنص والموضوع وهل كانت الجمل موظفة ومترابطة
ـ الصور البيانية التي استخدمها الشاعر من تشابيه واستعارات وكنايات وتوريه
ـ موضوع النص
ـ وهل وفق الشاعر بعنوان قصيدته وعبر عنه من خلال نصه
ـ العاطفة
ـ الخاتمة وفيها يلخص الناقد رأيه ورؤيته للنص
وبذلك فالنقد يتعلق بالشكل والمضمون موزعة كما الآتي
ـ طبيعة النص وشكله
ـ موضوعه
ـ تركيبته اللغوية
ـ الغاية منه
فرغم أن الكاتب يسعى جاهدا لإخراج نصه في أجمل صورة وقد يراه مكتملا
إلا أن ذلك لا يعني أن الكاتب قد بلغ الكمال بعمله
ولأن الكاتب وإن أردنا أن نحمله التزام حين الكاتبة فالتزامه لا يتعدى أن يكون التزام ببذل عناية وبذلك فهو على خلاف الناقد الذي يلقى عليه التزام بتحقيق نتيجة من نقده
وهذا ما يفرض على الناقد شكل معين من التعامل مع العمل الذي يقوم أساسا على روح العمل والغاية من ورائه ، فالكاتب قد لا ينجح في ايصال فكرته على أتم وجه أو قد تكون الفكرة ضبابية وهنا يأتي دور الناقد في التوضيح وإيضاح تلك الفكرة التي تنتظر يد حانية لإخراجها إلى الوجود وليس العمل على إجهاضها
وحتى تكون عملية النقد منصفة في حالة الإخفاق هذه فعلى الناقد أن يعتمد التدرج السلس في اتباع ما يستوجب نقده والانتقال العفوي لملامسة روح النص ليسلط الضوء على شخصية الكاتب وخلفيته وظروف كتابة النص
والخلفية هنا لا تعني إطلاق الأحكام الجزافية على النوايا لأن لا أحد مهما وصلت مهارته ودقته وموضوعيته في النقد يستطيع الوصول إلى ذلك الجانب المظلم لدى من كتب النص
أو أي عمل أدبي ما
واحتراما لمبدأ النسبية التي تحكم كل الأعمال الإنسانية ( من كتابة ونقد ... الخ )
على الكاتب أن لا يُلبِس عمله ثوب الكمال وكذلك الناقد عليه أن لا يُلبِس رأيه ثوب القداسة
فالجمال لا تلحظه كل العيون بل أكثر من ذلك قد لا يتفق اثنان علي أساسياته
والجميل يبقى جميلا وإن تجاذب النقص ( أو القبح ) أطرافه ... انتهى . \.
بقلم \\ منيرة الغانمي ـ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق