الاثنين، 26 ديسمبر 2016

لستُ بمعصومٍ / بقلم الشاعر / محمد حميدي

لستُ بمعصومٍ

أنا لستُ بمعصومٍ قطُّ ولستُ بنبي

و دُنيايَ الغرورةُ ما كانت مَطلبي

قد كنتُ مَنْسياً في دهرٍ ماعرفْتُهُ

ذكرْتَني بتُّ شيئاً وذُكرُكَ رقى بي

أنزلتَني إليها يارباهُ  وكنتُ عارياً

كَسَوتَني مِن فضلِك ياخيرَ واهبِ

وقد كنتُ ضيعفاً متعثراً بِمِشْيَتي

قوَّيتَني حتى اشتدَّ العزمُ بالعَصَبِ

واشتدَّ عضُدي بما به قد قوَّيْتَني

وأمدَدْتَني بعافيةِ شبابٍ مُتَرَقِّبِ

لكلِّ جميلٍ من ربٍّ قد عمَّ فضلُهُ

الأنامُ ترومُ فضلَهُ وهو الرحيمُ بي

نزلتُ لا عِلْمَ لي وقد كنتُ جاهلاً

علمتَّني بالقلمِ رقَّيْتَ مِن مَراتبي

وهَبتني قلباً محباً أحبَّكَ مُخلِصاً

فاتَّقَاكَ مااستطعتُ وأنا بالمُتَقَرِّبِ

أرسلتَ لي رحمةً على خطاهُ سائراً

قلبي يحبُّه  فهو بالنَّفْسِ أولى بي

و وهبتَني رفيقةَ دربٍ هي صبورةً

على البلاءِ أنْعِمْ بقلبِها المُحْتَسِبِ

وهبتَ لي ذريةً أرُومُ صلاحَ أمرِها

و سعادَتُها في الدَّارين من مَطلبي

قد كنتُ فقيراً وبجودِك أغنيتَني

ملَّكْتَني بيتاً كنتُ فيه بالمُتَقَرِّبِ

أتَقَرَّبُ إليكَ بالذي عليَّ افترَضْتَه

في قيامي وقُعودي وعلى جَوانبي

أناديكَ ربي فتُجُيبُ لبَّيكَ عبْدي

رَغْمَ ذُنوبي أنتَ أَنيسي ومُطَبِّبي

ومكتباً أوجدتُّه من فضلِك لرزقنا

ونسبتَ كلَّ هذا لنا يا خيرَ واهبِ

أفلا أكونُ شكوراً وشُكرُكَ واجبٌ

أنا أسيرُ فضلِكَ قد شابَتْ ذوائبي

كلُّ الذي فيَّ بحرُ جُوِدِكَ منهلٌ لهُ

ياجوادُ أنا لازلتُ لجُودِكَ بالمُتَرَقِّبِ 

ففضلُك زائدٌ وجودُكَ عمَّ كلَّ الورى

الكلُّ هَيِّنٌ فأنتَ راحمي ومُحاسبي

لكَ على نِعمةِ الإسلامِ شُكريَ كلُّهُ

لعلَّ في صبري وشُكري لك تقربي

ربَّاهُ رضيتُ فقد سُرِقَ بيتيَ كُلَّهُ

ورضيتُ ربَّاهُ فقد قُصِفَ مَكتبي

لعلَّها رفعُ درجاتٍ منكَ عليَّ تفضلاً

أو سَتْرُ خطايا ومَحْوُ ذُنوبٍ لمُذنِبِ

أنا لكَ عُبَيْدٌ ذَلِيلٌ في هذا رِفْعتي

كن لقلبٍ مِن مرِّ الأهوالِ مُتَقَلِّبِ

وأْجُرْني بِمُصيبَتي واخْلفْني خيراً

يامُعِينُ أعِنِّي على تجاوُزِ مَصَائِبي

فإنْ سَلِمَ ديني وأنتَ عنِّي راضٍ

فذا مُعُيني على دُنياي وعلى نوائِبي

فلي فيكَ يامولايَ رجاءٌ ما خيَّبْتَهُ

أنْ تُؤْتِيَني أمثالَهُ ياعليماً بما حَلَّ بي

قلبي يحِبُّكَ ياعليماً بمَا في شِغَافِه

فارحَمْ عُبَيْداً أتاكَ بِدُمُوعٍ سَوَاكِبِ

يشكُو إليكَ حالاً وأنتَ العليمُ بحالِهِ

قَرِّبْني إليكَ يارباهُ ضاقَ كلُّ ما بي  

أنا لا أُبالي بِسُخْطِ الأنامِ جَميعِهم

رضاكَ غايتي إنْ رضيتَ ومَكْسَبي

فأنا على عهدي ووعدي مااسْتطعتُهُ

ماغيَّرتِ النائباتُ في الحبِّ مذاهبي

محمد حميدي   Mohammad Hmidy

24-12-2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق