الأحد، 23 أكتوبر 2016

المحتال ( 4 )بقلم هاوية الحرف / Aya Rode

إليكم إخواني في الله الحلقة الرابعة من حكاية المحتال مع الحياة:
أحست الحيلة بتغيير غير مألوف في تصرفات الدهاء زوجها و رفيق دربها،فقد أصبح دائم التفكير قليل الحديث كما اختلت مواعيد دخوله و خروجه اليومية من و إلى البيت،
هذه المعطيات وسعت فضاء مخيلتها و ألهبت شكوكها لتقرر في الأخير متابعة الحدث عن بعد دون إثارة إنتباه الثعلب الوسيم زوجها،
بعد التحريات و التقصي اهتدت إلى الحقيقة المرعبة،فالدهاء على علاقة بامرأة تعرفها و يرغب بشدة الإقتران بها،
كان للحيلة قريب يفوق زوجها دهاءا و مكرا  و قد سبق له أن أوصاها بإيجاد زوجة له تليق بخبث مقامه،
فكرت طويلا ثم دبرت،فقررت زيارة المرأة لاستمالتها و التقرب منها،
استغربت المرأة من طرق الحيلة لبابها فبدى الانفعال واضحا على وجهها،
حضنتها الحيلة بلهفة المشتاق و انهمرت دموع التماسيح من جفنيها،
سألتها المرأة عن سر بكائها،فأجابتها أن الدهاء زوجها مصاب بحكة مزمنة لا تنشط إلا بالليل و لا يوجد لها مرهما أو حبوبا مسكنة،كما أن شخيره إلى جانب الهلوسة تعدى جدران البيت ليصل صداه إلى مشارف باب الحارة،
أصيبت المرأة بصعقة كادت توقع بها بعد أن أخبرتها أن علاجه يتعذر في الحال و يجرب فقط على الجرذان و الفأر،
بعد أن لاحظت الحيلة ذهول المرأة و استيائها من الخبر الذي هز عرش أحلامها،حاولت تهدئتها بعرض موضوع قريبها بطريقة فيها جرعة مدح و جاذبية،
أبدت المرأة ذات المال و الجمال ارتياحها و قبلت عرضها،
عادت الحيلة إلى بيتها لتتابع عن قرب ردة فعل زوجها بعد أن غيرت المرأة رقم جوالها و تركته يتحصر و ينعي حظه على ما أنفقه من مال للظفر بها،
ازداد اهتمام الحيلة بزوجها بعد أن كاد يختفي ظله عن ساحتها و أثبتت له أن دهاءه ينحني ذلا في حرم حيلتها.
Aya Rode .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق