حنين الغياب
اِذا غِبتِ يا طِفلتي ..
وغَابَ عَنِّي خَلفَ الْغُيومِ
ضِياءُ القَمرْ .
أُفَتِّشُ في بقايا الجِراحِ ، فَرُبَما ،
ألقَى فيها لِعيْنيكِ جميلَ الأثرْ .
فالشَّوق يَظلُّ يُلازِمُنِي ...
مَهمَا تلاشَتْ خُطايَ ،
وارْتابَ في ظُلْمةِ الليلِ النَّظرْ .
اُكابِر اَنْ اكُونَ حَزيناً ...
ويَسْبِقُني دَمْعي ،
فيَحْرِقُ كالجَمْرِ رُموشَ البَصَرْ .
وألاَحِقُ طَيْفكِ ...
اذَا مَرَّ هُنا ...
وفي الَّليلِ ، أَعِيشُ عَلى ذِكْرَاكِ ،
فَيَحْلو في ذُرَاكِ السَّهْرْ .
فيا طِفلةً ، تَغَنَّى بِها ...
شٍعْرِيَ ،دونَ النِّساءِ ،
فَتراقَصَتْ اوْتارُهُ
كحَفيفِ اوْراقِ الشَّجَرْ .
اذا غِبتِ ، سَلي عَنِّي
روحًا تَهادتْ في الهَوى ..
وما هَمَّها، بعْدَ الفراقِ،
دونَ عِشْقي ، أُلُوفُ البَشَرْ .
سَيخْفِقُ قلْبكِ شَوْقاً...
فارّحَميهِ ...لاَ تَزْجُريهِ ، فإِنَّْهُ ،
ابَدًا ما سَلانِي ،
مَهمَا كانَ ، ولا يوماَ غَدرْ .
سَتَذْكُرينَ أيٌَامًا خَوالي ، لَيَتَها ...
تَعودُ ، فَيَزهُو الربيعُ ،
ويَشّدو السُّنونُو ...
ويُورِق فينَا الزَّهَرْ .
ونَكْتُبً عنْ حُبِّنَا ...
آحْلَى رَواياتِ الهوى ،
ونَشْطبُ ما ضَرَّنا ...وأشْجَانَا
ونُعيدُ في ماضينا بَعْضَ النَّظرْ !
للشاعر المغربي
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق