الاثنين، 17 أكتوبر 2016

العين حق / بقلم الشاعرة / زكية أبو شاويش

العين  حق

أخافُ  على  بَنِيّ بوصف  حالٍ
وقد عاينتُ  ما  يَرضَى  الحَسُودُ

بكلّ الحُبِّ أحمدُ فضلَ ربِّي 
وشكر  الله  من  خيرٍ  يزيدُ

وهل جفَّ المدادُ  وخيرُ ربِّي
يوافي  ما يروحُ  غداً يعودُ

لقد أعطى  مزيداًفي  مزيدٍ 
ومن  أفضالِهِ دوماً  نجودُ

أراني  اللهُ في  الأولادِ خيراً 
ومِنْ  ضِلعٍ  قصيرٍ  جادَ  عودُ

أخافُ  على بنيّ العينَ  مِمَّن 
إذا نَظَرت  لِشيءٍ لا  يَعودُ

صلاةً للَّذي  أوصى  خفاء
عن  الحسَّاد ما يصبو  الشّهود

تريد  زوالَ نعمتِهِ  لخلقٍ 
بإنكارٍ  لغيرٍ  ما    يقود

إلهُ الكونِ  يَرزُقُ كُلَّ حيٍ
بكلِّ  العدلِ وزَّعها وَدُودُ

وخيرُعبادِه من كان  خيراً
لكلِّ  النَّاسِ من فضلٍ  ردودُ 

ويألمُ  أن يرى ثوباً بفقرٍ 
على الأدنى  وجوعُهُمُ  لَدُودُ

بلا  سؤلٍ  يحسُّ  لهم  حراكاً
وعزّةَ  أنفسٍ  حَمَلَت وفودُ

تشَرَّدَ من حروبٍ  أهلُ عِزٍّ
وضاقَ الكونُ من فقرٍ  يسودُ

إلى ما  شاء  ربي  من  منافٍ
تشتت  العوائلُ  والجدودُ

بطردٍ أوبعزلٍ من  قريبٍ 
وما  سكنت  إلى  صلحٍ عهودُ

أرى  الأيامَ تسخرُ من نعيمٍ
تطاولَ  في عهودٍ  لا  حدودُ

تبعثرَ  باحتراقٍ  جارَ يوماً 
وطار  مع  الدُّخانِ  بِهِ  سعودُ  

فلا  حالٌ  يدومُ  لهُ دوارٌ 
على  مرّ الزمانِ قضتْ جُهُودُ

إذا فقرٌ تمرّغَ  في  ثراءٍ
وكان الخيرُ  يحدوهُ  الولودُ

ولم  يسلم  من  العاهاتِ  سارٍ
بجنحِ الليلِ  كان لهُ ورودُ

وأمراضٌ  تَحِلُّ  بذي  عِقالٍ 
فيُنسي  طبعَهُ  سقمٌ جرودُ

فلا  ولدٌ  يُزيلُ  ظلامَ  ليلٍ 
ولا  مالٌ  يكونُ  بِهِ الخلودُ 

ولا حالٌ يدومُ فذا  مُحالٌ 
عجوزٌ  كادَهُ  زَمَنٌ  شَرُودُ

تُعَاِودُنا  صُروفِ الدّهرِ يوماً
وتأبى أن  يكونَ لها عهودُ

بلا  عودٍ  لدُنيا  ذا  قضاءٌ 
فلا  تبقى  لأنهارٍ  سدودُ

وكالأحلامِ  مرَّ بنا  زمانٌ 
وها  قد ضاقَ من  حِلْمٍ  لدودُ

إلهي  رُدَّ  كيداً  من  حسودٍ
على  نحرالأولى  فيهم  جحودُ

بفضلِ اللهِ  لا  حمداً لفضلٍ 
يجودُ  بِهِ ظلومٌ  أو حسودُ

وردُّ  الظلمِ أولى  من  عبيدٍ
وحُبُّ الخلقِ  مع سلمٍ  بُرودُ

صلاةٌ من  لدن ربٍّ  كريمٍ 
لمن  كانت بسنّتِهِ  حدودُ

بأعدادِ الَّذينَ  طغوا وضلُّوا 
ومن  كانت  أمانتهم  تجودُ

الأحد  8  محرَّم  1438  ه
9  أُكتوبر  2016 م
زكيَّة أبو  شاويش  _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق