( قد يسمن الجاهل من وراء جهله وتصفيقه لمن سلب حريته ووضعه في زريبة حتى أمسى كالعجل السمين . وكلما مر الظالم وحاشيته جوار سياجه بح صوته وانهدت قواه من شدة اعجابه بهذا الموكب الصنمي العجيب . فللسمنة مع الغباء مردود عكسي يجعل العبودية تتغلغل في كامل تفريعات النفس كأذرع الأخطبوط. وكم يفرح هذا الجاهل حين يطبطب على بطنه بيده
فيسمع له رنة كالطبل له زنة . ويتحسس فضائل صنمه عليه من ترقوته حتى عانته .فيقول بينه وبين نفسه . لا بارك الله في حرية يجف معها الريق ويتعثر في طلبها الرزق ويضيق الطريق . مالي وللحرية والشهامة والكرامة والأنفة كلها امور مقرفة . السؤال لكرام الناس وأحرارهم : هل يستطيع أمثال هذا أن يعبر عن رأي صحيح وفكر فصيح . هذا العجل هو الحلقة المفقودة بين الانسان والببغاء يردد من الكفر أشنعه ومن تأييده الظالم أبشعه . وتسألون عن جهنم كيف تقول : هل من مزيد . ( وصفي المشهراوي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق