------- يامُلْهِمَ النَّحْلِ --------
-- للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز --
عادَتْ مَواقِدُها بالنارِ تَشْتَعِلُ
وَعادَ يُعْبَدُ في ساحاتِها هُبَلُ
وَعادَتْ الْفِتَنُ السَوْداءُ مُسْرِعَةً
كَأَنَّها شُهُبٌ في رأْسِها الْأَجَلُ
مِنْ أَيْنَ جَاءَتْ فَلا تَدْرِي حَواضِنَها
لكِنَّها وَصَلَتْكَ الْيَوْمَ تَرْتَجِلُ
فَإِنْ فَتَحْتَ لَهَا الْأَبْوابَ ما تَرَكَتْ
وَإِنْ وَقَفْتَ لَهَا نِدّاً سَتَنْخَذِلُ
يا مُلْهِمَ النَّحْلِ في تَأْسيسِ دَوْلَتِهِ
تَفُوقُ ما أَسَّسَ الْإنْسانُ وَالدُوَلُ
نِظامُها واحِدٌ في كُلِّ مَمْلَكَةٍ
وَشَعْبُها بِنِظامِ الْكُلِّ يَمْتَثِلُ
فَسَادَها الْعَدْلُ إلْهامَاً تُمارِسُهُ
طَعامُها الزَهْرُ وَالتِرْياقُ وَالْعَسَلُ
وَنَحْنُ بالْوَحْيِ ما دامَتْ شَرائِعُنا
وَالنَّحْلُُ دَامَتْ وَبالإلْهامِ يَمْتَثِلُ
وَالْفَرْقُ أَنَّ بَنِي الإنْسانِ حَاوِيَةٌ
في قَلْبِهِ تَكَمُنُ الأَحْقادُ والحِيَلُ
إِلَّا الَّذينَ اصْطَفَى حازوا بِمَكْرُمَةٍ
قُرْباً مِنْ اللهِ إحْساناً بِمَا عَملوا
يامُلْهِمَ النَّحْلِ ضِعْنا بينَ مَشْرِقِها
وَبَيْنَ مَغْرِبِها والحالُ مُفْتَعَلُ
حَتَّى انْتَهَيْنا فَمَا عادَتْ بَيارِقُنا
بِيضاً ولا عادَ فينا الْحالُ يُحْتَمَلُ
خُذْنا إِلَيْكَ فَقَدْ ضاقَتْ مَخارِجُنا
وَدَعْ عُيونَ الْعَطاشَى مِنْكَ تَكْتَحِلُ
يا مُلْهِمَ النَّحْلِ هَلْ ثَوْبٌ فَنَنْزَعُهُ
أَمْ أَنَّهُ وَطَنٌ تُفْدَى لَهُ الْمُقَلُ
ذابَتْ بِهِ الروحُ وَجْداً في مَفاصِلِهِ
فَإِنْ شَكا مَفْصلٌ هاجَتْ بِهَا الْعِلَلُ
يا مُلْهِمَ النَّحْلِ أَلْهِمْنا نُؤَسِّسُها
كَدَوْلَةِ النَّحْلِ فيها الْعَدْلُ وَالْعَمَلُ
-----------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق