معول الندى ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أُعِدّ أوجاعي مائدة للقصيدة
وأُطعِمُ أحرفي من نار دمي
ولا تأتي الكلمات
مجرد أن تلوّح لها بقلمكَ
كلماتي بعض موتي
في فسحة آلامي
فيا أيها القارىء تأمّل
سفوح غصتي
وانتشر في رحاب آهتي
لا تمزق أوراق رمادي
عندي أغانٍ خبأتها
في طيات دمعي
ولديّ شتائل فرح
موزعة في أنحاء قهري
خذ من يد الندى
معول الفجر .. الصاهل
أُهوِ به على أحجار صمتي
يتدفق على ثغر المدى
شلالات دهشة ..
مسكونة بأعشاب الرؤى
حلم يستصرخ الماء
وأكواب لشراب السديم
أنا بعض المعاني
من نشيد التيه
ضاع منّي السحاب
وخرّش جدران وقتي
وصار العمر رمل الصقيع
آتٍ .. من دروب لفظت خطايّ
وحمّلتني صحارى الفناء
أعدو .. فوق سخط الرحيل
مزود بكسرة غبار أجرد
وفي يدي باقة من صراخ
أنثرها في وجه اليباس
علّ قمح الذكريات
ينمو .. في سهوب وحشتي
وأسبح في عتمة الأشواق
أستخرج من جرحي مدينة
كنت قد سيجت فيها السماء
وبنيت جانب غيمها
قمراً ينساب منه خرير الحياة
وهناك ..
سأنصب للموت فخاً
أحفر باطن فكرتي .. وأدفنه
لا أريد بعد اليوم
أن أشيع شرفة الضوء
ولا أن أرثي انهزامي
سأطلب من فخامة بلدي
أن تبرز هويتها لحاجز الخلود
وتسترجع نوارسها .. الشاردة
لتضحك الأشجار ملأ أوراقها
وتثمر الأحلام .
30/9/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق