الغل الجميل
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض المواقع يزعمون بأن الخوض في المسائل العاطفية في رمضان أمر مكروه،قال تعالى :ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة الآية..إن المودة والرحمة هما ذلك الرباط والقيد الذي يشد القلوب والأفئدة لبعضها ولا ينفك إذا كان من مادة نقية طاهرةوهو مشروع في كل زمان ومكان. وعليه أقول:
هب النسيم بـــــــري الزهـــور
بعطـر شــذاه بـــــــــدر البدور
فأحيا النفوس سقاها الحياة
وأوقد فيهــــــا شعــاع السرور
بنفحة صاغت أكسير الحياـة
جنـــــاها السعادة لب الحبور
وجرعة أفاضته كأس المنى
ودان بهـــــــــا للنعيم المـــرور
بذاك النسيم وبشراه عـزت
وأثلج حـــــــرَّ ما في الصـدور
وتكتحل العين لمــــا تـــــراها
بنــــــــــــور الضيــاء وأيــة نور
وينزل دمعي هتــــون غمور
على الوجنتين سخيــــن حرور
ولـــم أتوانى حيـــن بـــــــــدت
بسجدة لربي الوهاب القدير
وأضحى بذلك غــــــل فؤادي
شموعا لروحي تضــيء تنـير
وما الغل إلا هيــــــــاما طغى
فشــد كياني إليهـــا المصير
ليس الغل فقط هوتلك الأداة المادية التي تقيد وتحكم أطراف العبد والسير ومن وقع عليه فعل الحجز.فبعض الأغلال وأشدها بأسا وقوة هي أغلال معنوية أوثق رباطا من أي أغلال هي أغلال تشد القلب والروح والشعور والكينونة بكل ما فيها لتربطها بأوثق معاني الوثوق إلى قلب وروح وشعور توأم تحس إحساسها وتشعر شعورها ولا ترى رغد العيش إلا قربها وبين أحضانها.وعليه فبقدر ما هي الأغلال المادية منفرة داعية للصغار والعار بقدر ماهي الأغلال المعنوية الطاهرة النقية مدعاة للعزة والفخار والمتعة بما تترك من آثار.وبدون لوم ولا تثريب يقول القلب ويجيب مرحبا بغل الحبيب. أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق