الاثنين، 24 يونيو 2019

حسبي و حسبك / بقلم/ فريد مرازقة و سميرة الزغدودي

قلت:

..حَسْبِي وَحَسْبُكَ مِن غَيُورِ قَد غَوَى
يَا نَبْضَ قَلْبِي أَنْتَ إِلْفِي وَالهَوَى

ياَرَبِّ عُذْنَا مِن فِرَاقِ قَاتِلٍ
فَبِنَارِ شَوْقِي ذَابَ قَلْبِي وَاكْتَوَى

لِهَوَاكَ فِي الوِجْدَانِ خَيْرُ تَفَتُّحٍ
كَالوَرْدِ قَدْ مَسَّ الربِيعَ وَمَاذَوَى

أَوْدَعْتَ فِي الأَعْمَاقِ سِحْرَ تَأَرُّجِ 
وَالعِشْقُ عَطَّرَ مُهْجَتِي لَمّا اسْتَوَى

قَلْبِي وَقَلْبُكَ لُغْزُ نَبضٍ دافِقٍ
وكِلاَهُمَا اعْتَنق الصَباَبَةَ وانْتَوَى

بِوُجُودِكَ الدُنْيَا تَحَلَّى طَعْمُهَا
قُلْ لِي بِرَبِّكَ مَنْ بِسُكَّرِكَ ارْتَوَى

يَا عِشْقَ عُمُرِي هَلْ أرَاكَ مُوَسِّدِي
حُضْنَ الحَنَانِ فَأنتَشِي بِالمُحْتَوَى ؟

أحْظَى بمَعْسُولِ الرُّضَابِ مُعَتَّقََا
يُنْشِي الحَشَا مِن بَعْدِ إِعْطَاءِ الدَّوَا

أَنْتَ الهَوَى حَيْثُ الرُّقِيُّ مَكاَنَةٌ
يُحْيِي رَمِيمِي وَاهِبًا فِيَّ القُوَى

إِيَّاكَ أَنْ أَلْقَى مُكَابَدَةَ الجَفَا
وَعَذَابَ هَجْرٍ عَاصِفٌ فِيهِ الجَوَى

مِنْ دُونِكَ الدُنْيا أُجَاجٌ طَعْمُها
لاَتَخْنُقِ الأَحْلاَمَ قَهْرََا بِالنَّوَى

يَافارِسَ الأَحْلاَمِ يَا مَنْ لاَحَ لِي
كَالنَّجْمِ فِي أُفُقِي أَنَارَ وَمَاهَوَى

يَا مَنْ وَهَبْتَ شِغَافَ قَلبِي شُحْنَةََ
وَسَقَيْتَهُ مِن نَبْعِ حُبِّكَ فارْتَوَى

شُكْرََا لأِنَّكَ قَد أَنَرْتَ جَوَانِحِي 
بِضِيَاء حُبٍّ مِن رَفِيعِ المُسْتَوَى
10/6/2019

     

فقال الشاعر:

حَسْبِي وَ حَسْبكِ لَسْتُ مَنْ إيقَاعُهُ
        سَهْلٌ وَ لَسْتُ أَخَافُ ذِئْبًا قَدْ عَوَى
وَ إذَا عَشِقْتُ فَمَا الجُيُوشُ تَصُدُّنِي
      أَوْ عَاذِلٌ مِنْ فَيْضِ حُبِّكِ مَا ارْتَوَى
قَدْ ذُقْتُ مِنْ نَارِ المَحَبَّةِ وَ اللَّظَى
      مَا ذَاقَ قَيْسٌ فِي الصَّبَابَةِ فَاكْتَوَى
لَكِنَّنِي مُذْ جِئْتِ صِرْتُ مُتَيَّمًا
       وَ لِكُلِّ نَاوٍي فِي الصَّبَابَةِ مَا نَوَى
عَيْنَاكِ ضَرْبٌ مِنْ خَيَالٍ فاتِنٍ
      من شَافَ حُسْنَهُما تَلَعْثَمَ وَ الْتَوَى
أَدْرِي بِأَنَّكِ لِلدُّنَا مَعْشُوقَةٌ
    وَ الكُلُّ فِي عَيْنَيْكِ مَذْهُولًا هَوَى
وَ اللهِ لَسْتُ أَلُومُهُمْ فَقُلُوبُهُمْ
     قَدْ هَدَّهَا بُعْدٌ يُمَزِّقُ وَ الجَوَى
فَلْتَرْحَمِي قَلْبًا سَكَنْتِ بُطَيْنَهُ
      وَ مَلَأْتِهِ بِالحُبِّ مِنْ بَعْدِ الخَوَا
أَطَلَبْتِ مِنْ فَحْلِ الفُحُولِ صَبَابَةً؟
         وَ جَعَلْتِهِ تِرْيَاقَ سُمٍّ وَ الدَّوَا
وَ نسيتِ أنَّكِ قَدْ سَريتِ بِعِرْقِهِ
       حَتَّى احْتللت فُؤادَهُ خَارتْ قِوَى
كَيْفَ استَطَعْتِ؟ وَ قَلْبُهُ مُتحجّرٌ
    مَا اهتَزَّ مِن حبِّ النِّساءِ و مَا انطَوَى
رَايَاتُهُ رُفِعَتْ وَ حِصْنُ فُؤَادِهِ
      دَمَّرْتِهِ وَ مَلَكْتِ مَا فِيهِ حَوَى
هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ تَسْأَلِينَ مُجَاهِدًا 
      رَامَ الشَّهَادَةَ فيِكِ مُلْتَهِبَ النَّوَى
لَا تَقْتُلِيهِ فَإنَّهُ مَيْتٌ وَ لَا 
      تَتَعَجَّبِي مِنْ مَوْتِهِ فَهُوَ الهَوَى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق