الأربعاء، 12 يونيو 2019

الحلقه السادسه من الجزء الثانى من قصه مأساه امراه بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى

الحلقه السادسه من الجزء الثانى من قصه مأساه امراه 
بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى 
****************************افشت نداء عن خبر ظهور شرف فى قاعه الفرح الذى منعت امل نفسها من ان تحضره . مما جعل امل فى حاله من اللهفه و الندم الشديد لعدم ذهابها الفرح بعد سمعها لخبر حضوره ولكن اكدت نداء على امل ان يكون هذا الخبر سر بينمها قائله : ارجوكى يا امل متقوليش لحد انى قلتلك عشان هما مخبيين عليكى ولو انهرتى قدامهم او حسو انك عرفه هبقى انا السبب . وهنا تقول امل : لم اجيبها بل كنت اسمعها فى صمت وهى تتوسل اليا ان اتماسك حتى لا يعلم احد بمعرفتى بهذا الخبر . مرت الايام وظل الجميع خافيا عنى هذا الخبر توقعا منهم اننى اذا علمت بوجوده فى الفرح ساتذكره بعد ان نسيته وظلو موهومين فى اعتقادتهم .اما انا فماذلت الوم نفسى على عدم ذهابى الفرح وكان عذاب النفس يقتلنى يوميا .فمثل ما حرمت على نفسى ذهابى القاعه ماذلت ايضا احرم على جسدى جميع الملابس التى لبستها لشرف حتى اصبحت شماعات الملابس مغطاه بالتراب وكان كل استعمالى من ملابس جهاز العروسه الذى لم يراه شرف . كنت اتجنب حتى الاكلات التى اكلتها معه فلم اتحمل ان ارى شيئا تشاركنا فيه .مما جعل ابى يقوم بتغير الوان الشقه بالكامل حتى يمحى اثر شرف من ذلك البيت اعتقادا منه اننى ساعود الى طبيعتى . وبدأ يضع ابى قوانين التغير وكان فى بند الاول هو (هدم حائط البلاكونه ) ليجعلها ابى شباك الموتال ويمحى البلاكونه باكملها كى يمحى معها اثر العصافير . وعندما اخذ ابى رأيى وافقت وظن الجميع اننى وافقت كى انسى ولم يعلمو ان سبب موافقتى هو اننى تخيلت فى ذهنى النظام الجديد الذى سيفعله ابى يشبه شقه شرف . نعم وافقت بالغير كى اشعر انى اعيش فى بيته بل كنت ايضا اختار نفس الوان شقته الذى كان يختارها معى . وفى يوم تفاجئت بامى تقولى :ايه رايك يا امل نطلع السجاد والستاير بتوعك نفرشهم ونطلع طقم الانتريه من الشقه اللى تحت .اكتملت الصوره فى ذهنى ستكون شقتنا نسخه من شقه شرف بكل التفاصيل . ولكن كيف اعيش فى ذلك البيت بعد ان تكتمل الصوره امامى بنفس الشكل الذى رسمته فى شقه شرف . كيف اعيش فى ذلك البيت وكل شىء حولى اخترناه سويا . كيف اتحمل ان ارى امامى الاشياء التى تقاسمنا فيها وهى تصبح الان ملكى وحدى . فلقد طلبت من ابى ان يتراجع ويوقف كل ما رسمته ولا يفعل شيئا مما طلبت وقلت : انا لا استطيع ان اعيش فى بيت شرف وحدى . انتبه الجميع الى كلامى وقالو : يعنى انتى وافقتى بهدم البلاكونه عشان تبقى شبه شقه شرف ؟ أجبت والدموع تسبقنى : اه . قال ابى : يعنى انا بحاول امحى اثر شرف من الشقه وانتى بتفكرى تعملى الشقه زى شقته ؟ .ردت ماما وقالت : انا لما طلبت منك نفرش السجاد والستاير بتوعك مش عشان يفكروكى بشرف يا امل انا طلبت منك نفرشهم عشان تدوسى على الضعف اللى جواكى وتثبتى لنفسك انك مش فارق معاكى . قلتلها : وعشان فارق معايا مش هقدر افرشهم . رد بابا وقال : فارق معاكى ايه وزفت ايه ده زمانو اتجوز متفوقى بقا ده زمانو غير الوان الشقه بتاعته كلها ولا انتى على بالو اصلا . وانهى ابى كلامه قائلا وعلى فكره انتى بيجيلك عرسان كل يوم وانا مستنى عليكى . ردت ماما : ياريت تتجوزى عشان تحرقى دمه وتعيشى حياتك بقا . كانت تمر الايام حتى جاء اصعب يوم فى تاريخ حياتى وهو ٢١/٩ يوم زفافى. اليوم الذى كنت انتظره بفارغ صبرى ولكنه جاء متاخرا.. انه يوم زفافنا الذى لم يأتى بعد .بل جاء فى زمن غير مناسب . لم ينتبه احد ان اليوم هو يوم زفافى إلا انا . انا وحدى التى كنت اعلم .انا وحدى التى كنت اعد الايام فى ورقه حتى انتهت الورقه فى يدى ولم تنتهى الايام . كان شكل الورقه عباره عن ايام ماضيه مشطوبه بالحبر وباقى الورقه لم يكن مشطوب فتوقف شطبى للايام عند يوم الرحيل وباقى الورقه كما هى وكأن ايامها لم تمر . نظرت الى اخر الورقه فوجدتنى عامله دائره على يوم الزفاف فابتسمت وقلت : انك اليوم المنتظر فانا عروسه اليوم ولاكن عروسه دون فستان . احتفلت بيوم زفافى فى حجرتى دون معاذيم ودون زغاريت وايضا دون عريس ولكنى وهبته نفسى ذلك الليله واعتبرت نفسى امام الله زوجته ولكنه لم يأتى ليضع دبلته فى ايدى اليسرى . كانت دموعى تسيل كل يوم وانا ارى ابى وهو يمحى اثر شرف بتلوين الحائط وشراء الالوان المختلفه وهو لم يعلم ان هذه الالوان لم تمحى شىء بل وإن خلع الطوب الاحمر ذاته لم يمحى وجود شرف من ذلك البيت . وظلو ابى وامى يحاولون قتل الماضى باسلحه فشنك ليس لها مفعول . قررت امى ان تبيع طقم الانتريه بعد ان علمت ان وجوده له ذكرى كما انها تراجعت عن تركيب الستاير وفرش السجاد وتراجعو ايضا عن قرار هدم الحائط بعد ان تنبهو ان الشقه بعد الهدم ستصبح مثل شقه شرف . وبعد ان تلونت الشقه واختلفت معالمها وتلونت البلاكونه ايضا واختلف كل شىء فيها بدأت ادخل البلاكونه بلا خوف لم ارى الكراسى ولم ارى حمالات قفص البغبغانات . كل شىء ضاع اثره ولكن فى حين اقترابى من سور البلاكونه كان يمسنى وجع غريب انه الشىء الوحيد الذى لم يستطع ابى ان يمحى اثر شرف منه لان السور هو الشىء الوحيد الذى كان يلامسنا طوال الوقت وبرغم كل التغيرات الا اننى يأتينى شعور من وقت لاخر ان لم يتغير شىء . فالجدار ذاتها هيا هيا   والمقاعد الذى جلس شرف عليها هيا هيا .باب الشقه والارض والسلم هما هما ..كل ما تغير هو مجرد لون فقط . ولكن الهواء الذى تنفس به شرف لم يذهب  .الارض الذى خطى عليها لم تتغير . الاشياء التى لمسها بيده مثل ريموت التليفزيون وكبايات العصير وأكرة باب الشقه لم يتغيرو.فبصمات شرف ماذالت على كل شىء حولى فماذا فعل ابى ؟ وما استفاد من التعب الذى بذله من أجلى؟ فى ظل هذه الفتره كان ابن الجيران الذى يسكن فى البيت المقابل لعمارتنا يلاحظ التغير والتجديد لشقتنا ويتابع ابى وهو يدهن الحائط فكان يقف فى شرفته كل يوم ليشاهد الالوان الجديده . اما انا فكل شىء تغير امامى له صوره قديمه فى ذهنى تذكرنى بشكله القديم كنت اقف كثيرا بجانب سور البلاكونه لاشعر بالسكينه والهدوء وكأن قلبى متعلق بهذا الركن فكان ابن الجيران يلاحظنى دون ان انتبه له . بل كان يتابع حزنى وسرحانى طوال الليل . كنت اعانى من تلك الذاكره القويه التى ترفض مساعدتى على النسيان بل كانت تجعلنى اتالم طوال الليل وانا اتذكر رغبتى فى احتضان شرف فى الايام الاخيره وكأن قلبى حاسس انه سيفارقنى  مما جعل تعذيب النفس  يزداد وانا اردد يارتنى كنت حضتنو مره اخيره . كنت اقاوم هذا التفكير  بالنوم لفترات طويله جدا تكاد تكون من منتصف الليل الى منتصف الليله التى تليها . واوقات اخرى من الظهر الى الفجر كنت ارفض الحياه بمعنى الكلمه وكان الاثر السلبى لهذا النوم هو الصداع الذى لم يفارق رأسى طوال فتره ايقاظى . اما عن ابن الجيران فبدأ يربط موعده بموعد ايقاظى ليلا ليرانى فى الشرفه وانا ساهره وكأنه يحاول تفهم حالتى اما انا فكنت لم اكن اراه او اشعر بوجوده . فقط انظر اليه وعينى سارحه ولا ابالى بما تبادلنى عيناه .

جميع حقوق النشر محفوظة




هناك تعليق واحد: