الثلاثاء، 25 يونيو 2019

الحلقه الثامنه من مأساه امراه جزء 2 بقلم الشاعره امال مصطفى الشامى

الحلقه الثامنه من قصه مأساة امراه جزء 2
بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى 
****************************
اخذ ابى صنيه الشاى من يدى و نظر للشاب وقال : دى امل بنتى .. ثم نظر لى وقال : ده عصام ابن الجيران اللى ساكن فى العماره اللى قصدانا التفت اليه بعينى وقلت اهلا وسهلا ثم بدأت اضع كبايات الشاى امامهم  ولكن عيناه لم تفارق عينى فظل ناظرا اليا حتى وضعت الكبايات واخذت الصنيه فارغه وخرجت من الغرفه .وفى طريقى الى المطبخ لمحت حذاء عصام بجوار باب الشقه كان يشبه حذاء شرف مما جعلنى اقف لبضع دقائق اتخيل وجود شرف فى البيت وانا ابتسم فى حزن وكانت الدقائق تسرقنى وانا جالسه فى الصاله امام باب الشقه انظر للحذاء واتخيل خطوات شرف التى كانت تعلم دائما فى السجاده المقابله للباب .لكن سرعان ما خرج عصام من الغرفه قائلا : مع السلامه يا عمى وفرصه سعيده جريت مسرعه اتخفى خلف ستارة المطبخ انظر له فوجدته جلس يلبس حذائه . وفى ظل ربطه الحذاء تحول المشهد امامى( من عصام الى شرف)  فرايت شرف جالس يرتدى حذائه ويربطه فابتسمت من خلف الستاره وقلت فى سرى استنى شويه متمشيش . بل وعاد المشهد الى حقيقته حين قام عصام من على الكرسى متوجها الى باب الشقه . وقتها اغلقت الستاره واغمضت عينى لابتلع مرارة ريقى المدموج بالوجع . ذهب عصام ولم ينتهى تخيلى لوجود شرف فى كل مكان حولى .وبرغم تغير معالم الشقه والوان الحائط  الا ان البيت لم يخلو من عطر انفاسه الساكن فى كل ركن .فكنت اشعر به واقفا بجوارى فى الشرفه. بل كنت اراه جالسا بجانبى على الكرسى ولا ابالغ حين اقول اننى كنت احيانا اتكلم معه فى فتره الليل 
 قصيده/ يعنى ايه 
يعنى ايه لما ابقى حاسه انك جانبى
            ومش شيفاك
يعنى ايه لما امشى لوحدى وابقى سامعه
            صوت خطاك
        يعنى ايه 
يعنى ايه يجى معادك واحس وجودك
           ومش لقياك
يعنى ايه لما ابقى واثقه انك مش جاى 
          واستناك
       يعنى ايه
يعنى ايه لما ابقى شافيه ان الكرسى بتاعك فاضى
         واقعد اتكلم معاك 
   يعنى ايه تظهر قدامى وابص عينك والمس ايدك
وتبقى ايدى مش لمساك 
يعنى ايه 
يعنى ايه رغم الفراق تبقى معايا كل يوم ونتقابل
                 وانا فقداك 
                             يعنى ايه 
كان اشتياقى اليه كاشتياق النبات للمطر بل وكان اليوم الذى احلم فيه بشرف كيوم السيول الذى ارتوى فيه من رؤيته امامى .. بمرور الايام بدأت فى تظبيط مواعيد نومى فكنت استيقظ فى العاشره صباحا . بل بدأت انتبه الى يوم الجمعه من خلال صوت صلاة الجمعه من الجامع المجاور للمنزل وعند كل جمعه اشعر بها كانت تصحى بداخلى وجع وكأن فراقه كان بالامس .فبعد كل صلاة جمعه اجد نفسى انتظره فى البلاكونه والدموع ماليا عينى . وفجأه يدخل عصام شرفته ليجدنى استمع الى الصلاه وانا ابكى فتتحول ملامحه الى فضول لمعرفة سبب بكائى فى هذا اليوم من كل اسبوع .فانا وحدى التى افهم طعم الالم الذى اتذوقه وانا انتظر السراب بل انتظر مجئيه وانا اعلم انه لم يأتى ابدا . مما جعلنى ادخل من الغرفه لامسك بقلمى واقول
          بيعدى الوقت وتمر الساعه 
           ويجى معادك ومبلقكش 
          افضل استنى واصبر نفسى 
           واقول هيرجع  مبترجعش 
وها هى الجمعه الذى يمر  ببطء ساعه تلو الاخرى وانا استمع الى الباب ولم اسمع خبطاط يده. كان يوحى لى قلبى انه سيأتى وان خبطاطه سوف تهز هذا الباب بعد دقائق .كنت اتوهم وانا اعلم ان يده لم تلمس هذا الباب مره اخرى .هكذا كنت انتظره كل جمعه 
شعر /قدرو يحرمونى منك
قدرو يحرمونى منك.                   قدرو يبعدونى عنك
لكن لا يمكن يقدرو                       يخلونى انساك
قدرو يكسرو قلبى.                       قدرو يهدمو حبى 
حكمو عليا اعيش حياتى                على ذكراك
قدرو حبيبى يفرقو.                    بينك وبينى 
قدرو حبيبى يحرمو.               عينك من عينى 
لكن صدقنى بعد بعدت              هفضل شيفاك
بعدونى عنك ومقدروش.           ان عيونى ليك بيحنو
ده حتى صوتك يانور عينى.        حرمونى منه 
طالت المسافه يا حبيبى.            بينك وبينى 
وبرغم بعدك عن عينى.               هفضل فكراك 
كانت تلك الكتابات التى اكتبها ليلا تفيدنى فى منع الدموع وكتم الحزن بل كنت اخرج حزنى كله على الورق مما جعل الجميع حولى ينخدعون ويظنون ان حالتى تحسنت وموعى توقفت ولم يعلمو انى ماذلت ابكى من الداخل بل كان الشخص الوحيد الذى يرى دموعى هو ابن الجيران كان الجميع سعداء بى لانهم حكمو على مظهرى ذات الابتسامه المزيفه ولم يرو كتاباتى وما فيها.وبعد مرور شهر قررت استغل فرصه انهم فاكرين انى اتحسنت وبطلت افكر فى الماضى . وقررت اطلب من بابا تليفوني اللى اخده منى من يوم رحيل شرف . طلبته عشان انقل منه رسايل شرف واحطها فى كتاب مذكراتى كاذكرى لماضى لا ينسى وطبعا كانت خطوه صعبه انى اطلب من بابا الموبيل اندهش ابى وقال ليه يا امل؟ قلتله متخفش يا بابا  انا مبقتش افكر فى شرف انا بس عايزه الموبيل عشان انقل رسايل شرف فى كتاب مذكراتى كانوع من التسيله لكن صدقنى هو مش فى دماغى . كنت بتالم لانى بكدب وبقول بابا شرف مش فى دماغى بس كنت عيزاه يثق انى مش هكلمه لانى فعلا مش هكلمه . رد بابا وقالى : يعنى لو اديتك الموبيل مش هتكلميه ؟ قلتله والله العظيم ابدا . قالى : ماشى يا امل انا هثق فيكى وهديلك الموبيل .ذهب ابى ليحضر الموبيل وهو لم يعلم ان رقم شرف معى منذ يوم الفراق وان بامكانى ان اكلمه منذ ان تركنى ولم افعل . احضر الموبيل ووضعه فى يدى وتركنى وذهب . وضعت الموبيل على صدرى ودخلت الحجره التى اكتب فيها ثم نظرت الى الموبيل واخذت اتذكر ان هذا الموبيل هو الذى سمعت فيه صوته . هو الذى سجلت فيه اسمه . هو الذى وضعت فيه صورته وجعلتها خلفيه له. كنت افتح الموبيل وانا اعلم ان ابى مسح كل الصور وكان كل انتباهى فى البحث عن الصور والرسايل ولكن عند فتح الموبيل تفاجئت بشىء اخر شد انتباهى بدموع ووجع رهيب وهو ان اول شىء اشوفه على الشاشه هو تاريخ الخطوبه 21/10   انه اليوم بالفعل . اليوم 21 ؟ ربما لاننى لم انظر الى النتيجه منذ يوم الفراق ولم اتعرف على التواريخ ولكن لماذا اليوم الذى اتعرف فيه على التواريخ يكون تاريخ الخطوبه ؟ أدركت ان مرت سنه . نعم مرت سنه كامله على خطوبتى دون ان ادرى  وكأنها يوم و مر .. وكأن وجود شريف معى طوال السنه زياره عابره فى يوم عابر من ضيف مستعجل رحيله قعد شويه ومشى
قصيده /جيت ومشيت
كنت هنا قاعد هنا واقف هنا 
اتكلمت معاك وحكيت
 جيت وكأنك لما دخلت عليا الفرحه ملت البيت 
  جيت ومشيت
بس البيت من غيرك والله مبقاش بيت
كنت زى الضيف مستعجل رحيلك 
كنت قاعد قدام عنيه وكأنك فجاه اختفيت 
جيت ومشيت 
كنت بقولك خليك شويه  اتحايلت واترجيت 
كان نفسى تفضل معايا وتشبع منك عينيا
لكن ملحقتش تشبع وعلى الفراق  صريت 
جيت ومشيت 
 جيت ومشيت وعدى الوقت ولا حسيت 
وفجاه لقيت نفسى لوحدى والنار بتايد 
فضيت حياتى من بعدك  وفضى عليا البيت
       اه والله فضى عليا البيت 
             جيت ومشيت 


 جميع حقوق النشر محفوظه 

    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق