الجزء الثاني (درر الأنام في تأريخ الإسلام)
(أبو بكر الصديق) كل عام وانتم بامان وسلام وسعادة لاتنتهي
-------------------------
مَاتَ النَّبِيُّ وَجَاءَ فِينَا خِلُّهُ
أَعْنِي أَبَا بَكْرٍ بِخِيرَةِ مَا نَقَلْ
هُوَ عَابِدٌ هُوَ عَاتِقٌ مُتَصَدِّقٌ
مَا صَبَّ فِي شَمْعِ النَّحِيلِ سِوَى الْعَسَلْ
قَدْ صَدَّقَ الْمَبْعُوثَ مَطْلَعَ بَعْثِهِ
لَمْ يَقْتَرِفْ إِثْمًا وَلَمْ يَبْغِ الْحِيَلْ
هُوَ أول الْخلفاء بَعْدَ نبينا
فَمَضَى عَلَى نَهْجِ النُّبُوَّةِ مَا أَضَلْ
هُوَ صَاحِبُ الْمُخْتَارِ ظَلَّ مُجَاهِدًا
وَمُهَاجِرًا لَزِمَ النَّبِيَّ وَلَمْ يَكِلْ
لَمَّا أَهَمَّ الْقَوْمُ مِنْ هَوْلِ الْقَضَا
فَخَشِيْ عَلَى الْإِسْلَامِ يَعْلُوهُ الْخَلَلْ
مَسَحَ الدُّمُوعَ وَقَامَ يَخْطُبُ قَائِلًا
وَالْكُلُّ يَسْمَعُ قَوْلَهُ حِينَ ارْتَجَلْ
(مَاتَ النَّبِيُّ وَذَاكَ رَبِّي لَمْ يَمُتْ)
(أَفَتَعْبُدُونَ اللهَ أَمْ أَحَدَ الرُّسُلْ)
إِسْلَامُنَا للهِ لَيْسَ لِعَبْدِهِ
فَتَلَا بِآيَاتِ الْكِتَابِ عَلَى وَجَلْ
أَنْ لَا إِلَهَ سَوِى إِلَهِي خَالِقِي
هُوَ سَرْمَدِيٌّ خَالِدٌ وَلَهُ الْأَزَلْ
أَرْوِي عَنِ الصِّدِّيقِ بَعْضَ صِفَاتِهِ
لَا نَكْتَفِي مِنْ مَدْحِهِ سَيْلٌ هَطَلْ
فَأَبٌ لِعَائِشَةَ الْبَتُولِ وَأُمِّنَا
زَوْجِ النَّبِيِّ فَطُهْرُهَا فِيمَا نَزَلْ
قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِيهَا آيَةً
بِبَرَاءَةٍ مِمَّا ادَّعَى أَهْلُ السِّفَلْ
لُعِنَ الَّذِي قَدْ خَاضَ فِي عِرْضٍ لَهَا
إِفْكٌ أُشِيعَ بِمُفْتَرَى ثُلَلِ الْخَبَلْ
صِدِّيقُ مَكَّةَ عَالِمٌ أَنْسَابَهَا
فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَا أَضَلَّ وَلَا ثَمِلْ
قَدْ أَنْفَقَ الْأَمْوَالَ مَا ضَلَّ الخُطَا
لَا يَقْتَنِي مَالًا بِدَارٍ مُسْتَقِلْ
هُوَ أَوَّلُ الْخُلَفَاءِ جَاءَ مَشُورَةً
وَمَشُوَرةُ الْأَصْحَابِ كَنْزٌ لَمْ يَزَلْ
سَيْفٌ قَوِيمٌ فِي رِقَابِ خُصُومِنَا
وَبِهِ يُقَاوَمُ مَنْ أَضَلَّ وَمَنْ مَطَلْ
فَبَدَا وَخَطَّطَ وَاسْتَعَانَ بِغَيرِهِ
بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي الْإِدَارَةِ وَالْعَمَلْ
وَاخْتَارَ مِنْهُمْ لِلْوِلَايَةِ خَيْرَهُمْ
حَتَّى يَهَابَ اللهَ فِيهَا لَا يَضِلْ
مَلَكُوا الْأَمَانَةَ وَالْعَدَالَةَ وَالتُّقَى
هُمْ صَفْوَةُ الْأَصْحَابِ مِنْ بَيْنِ الْمِلَلْ
مَا خَابَ فِيهِمْ عَامِلٌ بِوَلَايَةٍ
بِالْعَدْلِ يَقْضِي لَا يُخَالِطُهُ الْجَدَلْ
وَأَتَمَّ مَا عَزَمَ النَّبِيُّ بِفِعْلِهِ
فَتْحًا عَظِيمًا فِي عِدَادٍ مُقْتَبِلْ
لِلرُّومِ يَنْوِي غَزْوَهَا وَحُصُونَهَا
أَوْصَى الْخَلِيفَةُ جَيْشَهُ أَمْرًا جَلَلْ
لَا تَقْتُلُوا طِفْلًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا
شَيْخًا وَلَا مِنْكُمْ يُسِيئُ بِمَنْ قُتِلْ
لَا تَقْطَعُوا نَخْلًا وَلَا شَجَرًا وَلَا
أَنْ تَذْبَحُوا شَاةً كَذَاكَ وَلَا إِبِلْ
أَخَذَ الْوَصَايَا جَيْشُهُ بِحَفَاوَةٍ
وَبِهَا عَلَى دَرْبِ الْهِدَايَةِ مُرْتَحِلْ
أَهْلُ الْبُطُولَةِ وَالْمُرُوءَةِ وَالْقُوَى
بِسُيُوفِهِمْ قَادُوا الْحُرُوبَ وَبِالْأَسَلْ
سَاقَ الْجُيُوشَ مُقَاتِلًا بِعَتَادِهَا
مَنْ يَدَّعِي بِنُبُوَّةٍ فِيمَا جَهِلْ
أَنْ لَا نَبِيَّ يَلِي النَّبِيَّ مُحَمَّدًا
لَقَدِ انْتَهَى بَعْثُ النُّبُوَّةِ وَالرُّسُلْ
وَلِكُلِّ مُرْتَدٍّ نَأَى عَنْ دِينِنَا
سَيَنُوءُ عَنْ دَرْبِ الضَّلَالِ كَمَا اتَّصَلْ
أَوْ أَنْ يَرَى جَيْشًا عَظِيمًا قَادِمًا
فَيُصِيبُهُ كُلُّ الْمَذَلَّةِ وَالْفَشَل
وَلِمَنْ أَضَلَّ عَنِ الزَّكَاةِ وَفَرْضِهَا
سَيَرُدُّهَا سَلْمًا وَإِلَّا بِالْهَلَلْ
فَزَكَاتُنَا كَصَلَاتِنَا مَكْتُوبَةٌ
إِحْدَاهُمَا عَنْ أُخْتِهَا لَا تَنْفَصِلْ
فَقَضَى عَلَيْهِمْ جُلِّهِمْ وَحَلِيفِهِمْ
حَلَّ الْأَمَانُ عَلَى الْخِلَافَةِ وَانْسَدَلْ
وَهُنَا أَتَمَّ الْجَيْشُ كُلَّ مُهِمَّةٍ
وَبَدَا لَنَا حِصْنًا حَصِينًا مُكْتَمِلْ
******************
السيد الديداموني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق