الخميس، 11 مايو 2023

تغريدة الشعر العربي / بقلم / السعيد عبد العاطي

 تغريدة الشعر العربي

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
================
من الأدب العالمي /
الشاعر الأسترالي موراي ألفردسون ٠
" نفق طويل و شفاف يتمطى أمامنا
للبعيد، حتى الضوء البعيد الذي يبرق و يلمع طوال مسافته؛
و من هذه المسافة النائية نراها تتسلق
و تصعد للنور، شعرها يسبح مرتعشا وراءها
كأنه يهب في النسيم. و بلمسة خجولة أفكارنا
تحتشد حولها و هي تقرع بخطواتها الممر
القرمزي و تسعى إلى نداء الفتنة الغامض،
وكذلك نحن، نرنو للضياء الخاطف كرؤوس السهام، الذي ينفذ
في أعماقنا، و لا يترك لنفسه ظلا.
هل اسمها يعني الولادة، بعد إنجاب ابنتين
ألقت بهما في أنوار هذه الحياة. يا الله.
وهل تجربة هذه الولادة التي تسعى فيها
أفضل لها من هنا، و هل أفكارنا التي تطفو
وراءنا مثل سحابات الشعر المتطاير تحنو على وجهها، وهل
سيوفر هذا لها القوة لتتابع رحلتها في العالم المجهول " ٠
( نشيد جنائزي )
٠٠٠٠٠٠
" هذا الملف إهداء إلى الشاعر العراقي الكبير الصديق يحيى السماوي الذي قرأت له و عرفته قبل عصر التواصل الاجتماعي من خلال المجلات العربية ثم توطدت العلاقة أكثر بينا في زمن العولمة أقدم له تلك السطور من فيوضات الأدب العالمي في ثنائية الحوار نحو الإنسانية ، و هذا الشاعر صديق له " ٠
نتوقف هنا في هذه التغريدة الشعرية مع الآداب العالمية التي ننقلها من الغرب إلى الشرق لكي تظل ثنائية الإنسانية متصلة فلغة الإبداع لا تعرف حدود و لا فواصل فالمشاعر واحدة لها دلالات جمالية مع رحلة الحياة ٠
فقد تعرفنا على الشاعر الأسترالي موراي ألفردسون من خلال هذه الترجمة لصالح الرزوق بالتنسيق مع الشاعر فجاء شعره صفحة من عيون الآداب العالمية تحمل تجاربه هنا نحو الشرق بمشاعر منصفة للإنسانية دون تمييز هكذا ٠
أليس هو القائل في قصيدة بعنوان " بمقدور الحب أن يلطم"، و هي أصلا تقدم تحذيرا :
يمكن للحب أن يلطمنا كأنه حجرة تطير،
أو صداع كوني، قال أحدهم،
أو شعاع من الضوء ثم ألم، بعده المرض.
عن التقدم بالعمر، تكلم المنشدون، و عن سهام اللحظ الناري
حين تنطلق من قوس الحواجب المشدودة: فتلتهب النار،
و تنفجر داخل الدماغ و الغدد السفلى.
القلب يجلس في منتصف المسافة بين النبضات المتسارعة.
سنة أو ثلاثة من العبادات، و النار تحرق بلا رحمة.
لا تهمل تغذيتها بشيء من التروي
بالوقود الصلب حتى تبني كهفا من الفحم الأسود
في النهاية لا يبقى غير الرماد في العيون لتذروه الرياح.
* نبذة عنه :
موراي ألفريدسون شاعر أسترالي و محاضر
متقاعد في جامعة فلانديرز .
و قد صدر له مجموعتان مطبوعتان .
* مختارات من شعره :
=============
هذه بعض قصائده التي كتبها تعاطفا مع الشعب الفلسطيني أبان ممارسة سياسة الاسيتطان للاحتلال الإسرائيلي و يجسد هذه الأحداث شعرا في احاسيس و لوحات متماسكة المفردات و التصوير البياني في بلاغة تعكس ملامح رؤيته في عفوية ترصد حالة الغضب كما يسميها تحت عنوان " معاناة الأولاد" يقول فيها :
لأولئك الذين مروا بأولاد المحرقة
و لا يمكن نسيانهم
ظهور محدودبة كأنهم
ينتظرون ضربة على الظهر،
و العيون مسكونة بالرعب
و الرأس لا يتوقف عن الالتفات
و خطواتهم تقريبا
لعب بأوراق الحظ، و دائما مثل
هرة
تستعد للهرب،
و صرخة مكبوتة
لا تستجيب
لا لليد و لا الكلام.
قادة إسرائيل
هم من بين كل الناس
الذين يشبهون السجون
و المحبوسون في غزة
يسابقون الجنرالات
و يلقون القنابل
و الصواريخ و القذائف
من الفضاء و البحر
و تتدحرج الدبابات
و تصب النيران
و تترك الندوب على الأطفال
الذين لم يموتوا
كما حصل
قبل ما يزيد على ستين عاما.
***
( دروع )
تقول إنهم يخبئون
أنفسهم وراء
المدنيين الذين تحولوا لدروع
بشرية.
حينما تقذف
مستشفى
بالفوسفوريات
التي تحرق الهيكل
و كل الجلد
المحيط بالجراح،
و حينما تقصف
مدرسة حيث الناس
يهربون بحثا عن ملجأ
أين تكون تلك الدروع
و حينما تطلق
صواريخك الذكية
على البيوت
و تستهدف السكان،
و أحيانا بقليل من الحظ
يكونون في البيت
فتنحر
الزوجة و الأولاد.
هل تعتبر الإنسان مختبئا
حين يكون في بيته؟.
لا كلمات بيضاء معسولة
ترتسم عريضة
لتستر شرورك.
الجريمة هي جريمة
مهما كان شكل الغلاف.
-----
هذه كانت قراءة في بعض صفحات الآداب العالمية للشاعر الأسترالي الذي نقل لنا تجربته من خلال مشاعره نحو الشرق نحو القضية الفلسطينية و سطوة الاحتلال الإسرائيلي و مأساة هذا الشعب منذ قرون طويلة في هذا الوادي السحيق فصور لنا الأحداث في مقطوعات شعرية رائعة ٠
بجانب تباريح الحب و تأملته مع الحياة في فلسفة تنطق بمظاهر الحياة الاجتماعية من منظور واسع ٠
و يظل رحلة عطائه تحمل دلالات تحتاج لقراءة متوالية في اتجاهات و أغراض أخرى دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق