- أذاهب أنت معي إلى المسجد ؟
- يا صديقي أنا المسجد وأنا الساجد معاً.
كان هذا نهاية حوار بين صديقين حول مفهوم العِبَادة يذكره الأستاذ زكي نجيب محمود فى كتابه رؤية إسلامية.
يرى الأول أن العبادة تكون داخل المسجد بينما يرى الآخر أن العبادة داخل المسجد وخارجه.
و رُبَّما يرجع هذا إلى اختلاف البعض فى فهم قوله تعالى :
« وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ »
إذ يرى البعض أن مفهوم العبادة يقتصر على ما هو معروف من أركان الإسلام الخمسة ( الشهادة، الصلاة، الصوم، الزكاة، الحج )
والحقيقة أن هناك مفهوم أوسع للعبادة يتناوله الأستاذ زكي نجيب محمود فى كتابه: « رؤية إسلامية » صفحة ( ١٧ ) إذ يقول:
« عند المسلم كتابان: القرآن الكريم والكون العظيم »
وإذا كان المسلمون الأوائل قد ظهر منهم علماء دين كالشافعي وابن حنبل ومالك.. فقد برز فيهم أيضاً علماء دنيا كالخوارزمي وابن سينا وابن الهيثم.
ويرى أنه إذا أضاف المسلمون إلى عبادة الله من ناحية الأركان الخمسة جانب آخر هو عبادة الله من ناحية دراسة الكون والاهتمام بالعلوم والبحث العلمي ما كان للمسلمين أن يتخلفوا..
و يعتقد أيضاً أنه إذا كان إهمال دراسة الكون والاهتمام بالعلوم والبحث العلمي سبب في تأخر المسلمين فإن الاهتمام بالعلوم سبب فى تقدم الغرب وتفوقه
وإذا أُضيفت إلى ركيزة العِلْم ركيزة الأخلاق التي يؤكد عليها الإسلام فإن كل ما ينتجه العِلْم من اختراعات سيكون فى خدمة البشرية وتقدمها لا فى دمارها أحياناً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق