يا جمال الوجود
بقلم الأستاذ : بسعيد محمد
الاهداء : إلى الإنسان الذي أحب الطبيعة و الكون والوجود ،وارتبط بالأرض التي أنجبته ،و مشى في دروبها ،و غرست في قلبه وأعماقه أسمى قيم الحياة و الوجود ،إلى الذين جعلوا هذا الكون بما حوى من لوحات أسرة ومباهج متنوعة وصنوفا من الخير المدرار معراجا لليوم الاخر ،و إلى السيدة الفاضلة جوانا التي أحبت الطبيعة و ارتبطت بالفن الجميل الذي خلد جمال الأرض و رونق هذا الكون البديع ودامت بجماله الظاهر والخفي ،إلى هؤلاء جميعا أهدي هذه القصيدة
يا جمال الوجود يختال صبحا
و مساء يزين كونا فريدا
أنت ما أنت ؟ ! أنت ناي طروب
يسكب الحسن و المنى و وعودا
يا ملاكا يختال بين مروج
و رواب ضمت شذا وورود
يا جمال الوجود برا وبحرا
و سماء حازت رواء حميدا
و جبالا سمت سموا عجيبا
تبتغي النجم لا معا و مزيدا
كم لهونا بكل روض جميل
و جرينا نجر ثوبا جديدا
كم نزلنا بكل وهدة حسن
تملأ الرحب بالشذا ونجودا
كم رنونا لنور فجر بهي
بدد الليل و الأسى و قيود ا
كم تملى الفؤاد لمع أصيل
و نسيما يثير حسا وليدا
ذكريات أبت زوالا ومحوا
تتحدى وطء الفناء الأكيدا
ذكريات غدت روائع فن
تلهم الحب والحنين المجيدا
ذكريات يصوغها الفجر حبا
و المساء البديع يحنو وئيدا
ذكريات غدت جمالا و عزفا
و فضاء من المباهج جودا
يا لأرض ضمت خطانا صغارا
و حوت طيشنا و سيرا سديدا
يا لربع حوى الزهور فنونا
و سقى العمق بالهناء سعيدا
أنت يا أرض أمنا وملاك
قد حوى الحب و الجنى وسعودا
أيها الحضن دافئا يتسامى
ضم حبا سما سموا بعيدا
و مزايا محلقات حسانا
و رواء و موكبا ونشيدا
أنت يا أرض قلب أم رؤوم
يزع البشر و العلاء المجيدا
يا يدا عانقت شعورا وعمقا
و نفوسا تهوى السنا وصعودا
يا فؤادا حنا حنوا جميلا
يملأ الروح فرحة ترديدا
فسح الأفق للرؤى وخيال
و شعور ينساب دفقا جديدا
كم أديب بحسنك الجم غنى
و شدا بالبيان شدوا مجيدا
ريشة الفن رفرفت بجمال
ورواء مخلد تخليدا
كم علت ترسم البهاء زهورا
و جلت مبسم السماء النضيدا
كم تثنت ترجو انعطافا وغوصا
في بحار ضمت نضارا فريدا
يا لسحر المكان صبحا وليلا
يا فؤادا ينثال حبا و جودا
أنت ألهمت كل عقل وقلب
رائعات و كل معنى جديدا
و نفحت الأرواح نفحا زكيا
وشحذت المنى تريد وقودا
أنت فتحت كل عين و قلب
و شعور بلابلا و قصيدا
يا جمال الوجود يا سحر أرض
و فضاء حوى النفوس نشيدا
كيف لي أن أعيش دون وجود
ضم عزي ومولدي تمجيدا
أنت خل لوثبتي ورجائي
و ضيائي و مسلكي توكيدا
شاب عودي ولم تشب يا جمالا
بهر الأفق و النهى تجديدا
ما يزال الربيع يختال فخرا
بين جنبيك باسما املودا
و الرياحين قد كستك ثيابا
و بهاء وروعة وبرودا
هام كل الورى بحسنك لمعا
و مزايا أضحت سنا و بنودا
ها هما النيران هاما بدفق
من جمال يثير حسا سعيدا
جل رب حوى الوجود ورودا
جل رب برى جمالا وروحا
غمر الكون بالهبات ودودا
و علا بالفؤاد نحو نجوم
و جمال حوى المنى ووجودا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق