يقول الشاعر عبدالجليل العلوي:
جَــــوًى
كذا نحنُ صِرنا،
أيا مُهجة َ الرّوح، نـَغفـُو ونـَصحُو،
على طيْفِ ذِكراكِ .. يبدو ضَحوكـًا،
يَلوحُ، يَطوفُ حواليْنا، أنـّـَى حَللنا ..
ويَمرحُ، يبسمُ، يغدو ويُمسِي،
يَميسُ انتشاءً،
بـِفردوْس ِ خـُـلـْــدٍ، يُحلـّـَى بَهاءً.
وبـِـتنا، أيا مُهجة َ الرّوح،
بتنا،
نـُـقضـِّي ليال ٍ، نـُـؤرَّق ُ سُهدًا،
يُـفارق حينـًا.
وإمّا يعودُ الخيالُ البهيُ،
يعمُّ المكانَ حُبُورٌ وأ ُنسٌ،
وغيْمُ الكآبةِ يَخنسُ، يَمضي، يُهاجرْ..
ونسألُ عذبَ النـّسيم، أتـَى منْ دِيار ٍ،
بها قد حللـْـتَ. ونسألـُه عن قـُـميْر ٍ أطلّ،
بَهيٍّ، مَليح ٍ، يُتيِّمُ، يُسْبي،
يُشِعُّ بحسْن ِ، يَشـُحُّ بوصل ٍ،
ويزفرُ، يُـشفق ُ، يمضي، يـُولولْ،
يردِّدُ : كان الكـُـسوفُ يفاجئُ، يُحزنْ،
فيُزهرُ في الذ ّاتِ بُرعمُ سِدر ِ الجَوَى،
ثمّ يـَـيْـنعْ ...
ونسألُ مَوجَ الأثير ِ، ونرقـُـبُ محمولَ هاتفْ،
ونأمَلُ، هلْ مِن " نِــداءٍ " ؟
ونسألُ : هلْ منْ " قصيرِ الرِّسالاتِ " ؟
هلْ منْ رَنين ٍ يُبشـِّرْ ؟
ولكنّ هذا الجهاز يُكابرُ، يأسَفْ،
تحُـلّ ُ بشاشتهِ عتـْـمة ٌ، ثمّ يصمُتْ،
وتـُمسِك "فيروزُ" عن عذبِ شدو ِ الحياةِ،
ويَخبو شـُــعاع ُ بَهاء ِ الرّبيع ِ،
ويَختـلّ ُ إيقاع ُ أنشودةِ الكون ِ، يَكبُو ..
ويَقرَحُ جُـرحُ الصّبابةِ ، يَكدُمْ،
ويُزهرُ في الذ ّاتِ بُرعُمُ سِدْر ِ الجوى،
ثمّ يـَـيْــنعْ .
عبـدالجليـل العـلوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق