دُموع القمر
حياتي عذابٌ ، وحظي سراب
وقلبي غريقٌ بيمِّ العذاب
أنوحُ وأشكو بصمتٍ غريب
وأخفي عنائي والإكتئاب
كئيبة خُطاي ، شقيُّ الدُّروب
وحيدٌ أُناجي وأدعو السّحاب
حزينٌ غريبُ في موطني
وصار لفقري أهلي غِياب
وفرّ الموالي وصاحِبتي
لأبقى أسيراً بوجه الصّعاب
سقيمٌ هزيلٌ أُداري الكرى
رذيٌّ ذَروني كل الصِّحاب
وأخنى الزمان بأهاتِه
وصُدَّتْ دُروبي من كلِّ باب
يُماطِل ، يُخاتِل في وعدِه
ينساب فوق جِراحي وذاب
وحيدٌ أعيشُ بين الهُموم
بالبأسِ مُفعَم وجوّي ضَباب
أباتُ الليالي أعدُّ النجوم
فيختفينَ وراء السحاب
أشكو إلى الليل فيُصغِي إليّ
لكن يأبى لردِّ الجواب
فأين الأقاحي وزهر الربيع ؟
وأين الأريجُ وعبقَ الشّذاب؟
أأخدَعُ بالمُزن قلبي الجريح؟
كما يخدع الظّل سنا السراب
وأصنع من الوجد قِيثارتي
لأشدو النجوم بلحنِ الخِطاب ؟
أبكي ويضحك حولي الورى
بل ينكروني بأني مُصاب
أدعو إلى الخير وأطلبه
فيسرِعُ النّحس لردِّ الجواب
أروح وأغدو ولم أنتضِ
غير المآسي أو الإغتراب
سئمتُ الحياة وأحزانها
وذِقتُ المرارة بدون حِساب
كفاني نحيب أيا دمعتي
سئمتُ الطُّفولة ورأدُ الشّباب
شواهِق من الهمّ على عاتقي
وبحرٌ من الدمع بكلّ الشِّعاب
وما كُنتُ يوماً كثير البُكاء
ولكن زماني تغيّر وخاب
ولم يكُ فيه قُبحٌ وصلْ
تداعى حدودٍ من الإضطراب
ولا سال على الأرض دموع القمر
ويشدو بها الليل ويُشجي الرّباب
علامَ الحياة تُعذبني؟
وهل أستحقٌّ هذا العذاب ؟
جمال العامري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق