الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

ضاقتْ الأرضُ علينا / بقلم الشاعر/ إبراهيم فاضل


ضاقتْ الأرضُ علينا

=========================
حفرتْ المسافةُ بيننا وبين خطانا
حجرٌ جالسٌ على طرفي وجهه
جلستُ أُنصتُ لدمعه
وجسدي ضائعٌ في الدجى
يجرُ أياماً ثقيلة
وأحلاماً قتيلة
في انكساراتِ الظلامِ نعلو ونسقط
على ضفافِ العمرِ وعلى ضوءِ العروق
نروي حُلمنا للجوعى وللجفونِ التي لا تنام
حيثُ تَصَّاعدُ الخطى بصدرِ الرياحِ الأسيرة
أعودُ حاملاً ألمي على الضفافِ الحزينة
وَرَكضنا إلى العشبِ نُصغي إليه
طالعاً من شقوقِ التراب
وشراييننا كالجذورِ تشقُّ الصقيع
البيوتُ تهجرُ الأحياء
شبحٌ يتغلغلُ في رؤوسِ النخيل ورملِ الشوارع
ليدخلَ هذا الضجيج الطويل
جسدي يحوم
وداعاً أيها الليلُ الثقيل
في مواسم الكهولة
التي لم تعرف البراءةَ ولا الطفولة
في بلادِ الكهوفِ العريقة
والدمُ الضاربُ في الرملِ ينذرُ بالأفول
جثثٌ يقرؤها القاتل
ماذا يقول ؟
أجسدٌ هذا أم هيكل طين
في صورٍ تَستقطِرُ أحشاءَ السهول
احتضارٌ أو نزيف
في زمنِ التيهِ الذي يجترُّ الهواء
مَنْ أنا ؟
وَمَنْ هؤلاء الْمُسْتَضعَفون ؟
إنَّني أبحثُ عن اسمي لأعرفَ مَنْ أكون 
الواثقون يمشون للأمام
ونحنُ نمشي للوراء
أرى نفسي في مهوى وأسترسلُ في السقوط
طللاً بين الطلول
كلُّ شيءٍ يُرتلُ منفاه إلى دماء
أين السفينة ؟
وأين الطُرق ؟
وأين الشطوط ؟
قمرٌ شاحبٌ حاملٌ في يديهِ حفنةً من تراب
ليحررَ احزانَ الضحايا
والشمسُ تُشرقُ في خِفيةٍ وتتوارى
آهٍ ، يا بشر الخراب
كان لي أنْ أتمزق
أتناثرُ في غاباتِ اللهب
ضاعتْ شموسنا الدامية
وحل بأرضنا التعب
في الدمِ الدافقِ مِنْ أشلائها تختبيء
شجرٌ ينحني ويرحل
وشجرٌ ينمو ويبتديء
والنهايةُ لا تزالُ بداية
حتى وإنْ ضلتْ القافلة
العطرُ يبقى بالورود الذابلة
=========================
بقلمي / #إبراهيم_فاضل
=========================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق