رمضان حكم ومواعظ. (أحداث تعاد صياغتها بتصرف).
أقبل رمضان ذلك الشيخ الأريب بمظهره المهيب بشعره الأشيب وثوبه السابغ القشيب،هي ساحة فسيحة وتبدو لأول وهلة مريحة، بيع وشراء، فقر وثراء،ضائقة وجاه ، وكل يغني على ليلاه،وما إن رآه القوم حتى ضنوا أن وراءه الغنم،تسابقوا لاستقباله ، بانخرام،وتداعوا له بدون انتظام.،البعض تجرأ على البعض بالسباب ،وتفننوا في التنابز بالألقاب،وربطوا كل ذلك بمقدم المهيب رمضان،الذي منع بمقدمه القهوة والدخان، وكذا الهذر وسفاسف الدردشة والدندنة،وسمُّوا تهورهم وسوء تصرفاتهم بالرمضنة.
كنت أراقب الجمع عن بعد يشاركني البعض في هدوء الترحيب بذلك الشيخ الجليل المهيب،أعجبنا المقام لما توقعنا منه اتحافنا بروائع الكلام.وكان للشيخ الوقور في ذلك من الأمر الزمام. مقالا رائعا ومقام. تقدم وأشار :الهدوء أريد،استمعوا إلى حكم ومواعظ هذا القصيد وأنشأ مرتجلا الكلام المفيد:
بِـــدُرِّ المــــــــواعظ ولين الكلام
أخـاطب الشعبَ حول الصيام
أيا شــــــعب آمن بـــــــــالله ربــا
رســـــالة أحمد مســك الختــام
أكل المقاصـــد عضة جـــــوع
بترك الملـــذات ترك الطـعام
تُحاول مُظهرًا في الديــن بــاع
لــــــزوم التعبتتد جهــــد القيــام
بلى فصيامي صيـــام التمـام
صيــام الجـــوارح نبـــذ الآثــــام
وثـُـــم الإحسان أسـاس البنى
ويـولى الفقيــر بـأولى المقـام
إذ لا حاجــة لله في مسغبات
فقيــدات معنى القِـرى والوئام
بذا ك أرانــــــي أســـــدى لكــم
نصائــح تحوي النـدى والســلام
وتهذيب نفس تهــاب الدنايا
لتبلــــغ من البـــر أعـــلى مقـــام
بأقــــوم القول نصـح كريــــم
وآي التـــذكـُّــر نــــــــــــور المــــــرام
وأقوال أحمـد شفا للنفوس
و قول سديد للصحـــب الكــــرام
وما إن أتم القصيد حتى تدافعت الجموع نحوه البعض صدح بهتاف المباركة والتأييد، والبعض استساغ الموضوع ويريد المزيد، والبعض يشرح للبعض خبايا ومعاني القصيد.نسي القوم تعليمات السلطات بحضر التجمــهر والتجمعات. نسوا بطشات الوباء ومسببات الكورونا وما تحمل من أدواء، اشتد الأوار بشدة الحصار، صحت بأعلى صوتي أطلب تحرير شيخنا المحصور، هدهدتني زوجتي وأنا أرتجف كالمقرور :انهض فقد حان وقت السحور.استغرقت في الضحك،وهي تسأل عن سبب الصياح، فقصصت عليها كل الأحداث،من أحكام الدين وكنوز التراث، وما ورد من تعاليم القرآن والحديث وآراء الحكماء، في نص قصيدة معلمنا العصماء. أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق