الخميس، 23 فبراير 2023

أميرةُ جنَّتي / بقلم / حكمت نايف خولي

أميرةُ جنَّتي
ما كنتُ يوماً يا أميرةَ جنَّتي
ممَّن تغنَّى بالهوى وتشبَّبا
ومضتْ سنينُ العمرِ غصناً يابساً
جفَّ العصيرُ بلُبِّهِ فتخشَّبا
ذبُلتْ زنابقُ روضِهِ وتيبَّستْ
وأتى الخريفُ فباتَ قفراً مجدِبا
في سالفِ الأيامِ هبَّتْ نسمةٌ
وقدتْ مشاعرُه جوىً فتصبَّبا
خمدتْ فحصَّنَ قلبَهُ وأوى إلى
كوخِ التَّعبُّدِ زاهداً مترهِّبا
ومضتْ عقودٌ والِشّراعُ موجَّهٌ
العقلُ يُرشِدُه فيمضي صائبا
حتى أطلَّتْ ربَّتي وتوهَّجتْ
فتوقَّدتْ بلحاظِها حِممُ الصِّبا
أسَرتْ برقَّتِها فؤاداً ذابلاً
وسرى الرَّبيعُ بنسغِه فاسترطبا
وأشاعَ دفءُ حنانِها بدمائِه
شغفَ الهوى وفتونَه فاخضوضبا
وترنَّمتْ أوتارُه بغرامِه
لحناً تنغَّمَ بالقصيدِ فأطربا
أمسى كناراً صادحاً بهُيامِه
هجرَ الخريفَ وبؤسَه وتصبَّبا
وغدا أميرَ الحبِّ سلطانَ الهوى
وغدتْ بشعرِه في الدَّياجي كوكبا
هو قيصرُ العشَّاقِ وهْيَ إلهةٌ
عشتارُ تحتَ جناحِها رفَّ الصِّبا
في معبدِ العشَّاقِ باتتْ ربَّةً
وهو المتيَّمُ عابداً متشبِّبا
حكمت نايف خولي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق