الحب والأمل وحظوظه
بلحــظ الغزالة سـهم أصـــاب
شغــاف الفـــؤاد أسى بعذاب
وليــل الأثيــث بـبـــدر الجبيــن
وورد الخـــدود أمير اللبـــــاب
وجيـد الرئام سقـاني المـــدام
وصوت تغـــنى بنغم الرباب
أحـن إلى مـــن سبـاني هــواه
وشاقني مـنه رحيق الرضاب
يؤرق صفو الحجى بالغيــاب
يجف معيني من الصبر حتى
أرى في الحِمام جميل الإياب
وأوقــن أن الحيــــــــــاة حــــرام
فبـُـــعد الأحبَّـــة داعي التباب
أملت وما الأمــــل إلا ســراب
فكــــل آماليَ عيـــن الســراب
وأسأل ربي يمـــــــهد دربـــي
يحـــقق أربي بحســن المــــآب
فإمــا حياة بقـــــرب الحبيـــب
وأما المنيــــــة كأس الشـــراب
سلام على عهــد مر ســريعا
بتـــــاجِ جميلِ الليالي العِــذاب
الحب كنهـــــر دفوق بمــــــــاء
زلالا بتــــرنيم نغــــــم الربــــاب
سويعات تمر بنــا هانئــــــات
وهِناتها في ســــريع الذهــاب
دعوت بها أن يطــول النعيم
و أنـَّـــى لهـا بــــردود الجـواب
وأستفيق من غفوتي وأحلامها لألتقي
بواقعي الذي عليَّ تغييره:
يعكر صفوي سلاســــــل غلي
غـــدي يقــــــــرره طغم وأغــراب
غــــدا لناظره قريب مــــوعده
تُعاد فيه من اللصوص أسلاب
وحينها الحــــب تصفو مناهله
نهر الحياة لنــا بالسعد ينســاب
الحب جميل، هو الحياة وهو البناء وهو التشييد، حب الحبيب، وحب الأبناء، وحب الوالدين، وحب الجار والوطن وأبناء الوطن.كلها من أسباب الراحة والطمأنينة والاستقرار والازدهار. حاول قصار النظر أن يجعلوا للحب عيد قصير المدى ،عجبا الحب بكل ما يحمل من المعاني قزموه وجعلوا الاحتفال به يستغرق يوما واحد بل سويعات ويتفرق الجمع وفي أغلب الأحوال ينسى وترين عليه الهواء والمشارب والرغبات .
ديننا الحنيف في آيات قرآنه وأحاديث نبيه ومآثر علمائه، حث على الحب والتآلف، وألحَّ وكرَّر ذلك من أجل الرسوخ والتجدد والديمومة. قال تعالى:يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (13) الحجرات وقال صلى الله عليه وسلم:لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. الحب يولد التآلف والتوافق وهما من أهم أسباب الوحدة، الوحــدة التي تجعل بناء المجتمع مرصوصا متسقا يشد بعضه بعضا. وقس على ما قيل العديد من الآيات والأحاديث والمقولات التي تشيد بالحب وتبنّي الحب والانتصار له.الحب المعني هنا ليس تلك النزوات الظرفية المعتمدة على الجانب المادي الهيولي التي تذوى وتذبل بمجرد مرور الوقت وتبدل الأحوال.الحب هو الرباط المحكم في كل الأحوال، الذي لا تزعزعه النوائب، ولا يتأثر بمر الجديدين، ويبقى صامدا متمسكا بحبل الود والإخلاص،مع التضحية في بعض الأحوال ولو بالروح والدم إذا تطلب الأمر ذلك.
المقدمة أشادت بمظهر الحبيب ومجدت صفاته وتغزلت به ،لكن سرعان ما استدركت لتبين الظروف المؤاتية للحب كي ينمو ويزدهر.
فلنحب ونخلص في الحب، ونعمل جاهدين من أجل توفير الأسباب التي تنعش الحب وتغذيه وتحافظ عليه. فلا حب جدير باسمه يمكن أن يستقيم بين القضبان وفي غياهب الظلم والقهر، وعلى الحب الجدير بسماته أن يصمد أمام تغير الأحوال وتقلبات الدهر. أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق