قصيدة/ الذي احتل خانات الهوية
.
.
استنادا
لما آلت إليه الأمور،
نعلن حالة الحداد
علينا!!
فلا الطين باق
ولا الصحراء،
لا مآوي للمشردين
ولا أكواخ للفقراء.
كل الجرافات
والمجنزرات
تجوب شوارع بلدتنا
تعلن الحرب
على كل الأحياء،
تقتلع الخير من جذوره
تفرغ الحياة من هوائها
والشمس من ضيائها،
والسماء
من الصفاء
والغيوم
والبيوت من أحجارها.
كل الوجود الآن
صار خرابا..
لا عصافير،
لا نهر
ولا بحر.
الأرض
تحت نعالنا
قبور،
أنفاق تسمح لنا بالعبور
من اللامكان ها هنا
إلى الغياب هناك
حيث المدارات
و النيازك
والكواكب
والجاذبية المطلقة
لكل الذرات.
نحن الآن ذرات
والريح مرسلة إلينا
بالمروحيات المحلقة
تبعثرنا،
بالنفاثات المدججة
تدك عظامنا،
بالأمر المحكم
أن لا شيء يبقى
من الدواب،
من الذباب
والبشر.
المالك الشرعي جاء
كي يحيي الوطن
ويصحح الأوضاع
بدستور الضجر.
لاشيء يعلو
فوق صوت دماره
والمفعمون بالخلاص
لا مناص لهم
من الذبح الأكيد،
وبسم الذي
باع السلامة
والندامة
وأحتل بالغربان
آفاق الحياة
لابد أن تحتمي،
وتبجل الذات التي
حرقت سفينة نوح
واطلقت طوفان الإبادة علينا،
أضرمت كل أشكال الحرائق
حول إبراهيم
وحشرتنا معه
وكممت أفواه الملائكة
فما كانت بردا علينا
ولا سلاما.
وبسم الذي
تلبس روح نمرود
وارتدى عباءة العلياء
لابد أن تشكر له
ترك العظام من رفاتك آية
ليقيم أعمدة المجد العظيم
وتشيد القصور.
وبسم الذي....
بل باسمه،
الذي أحتل خانات الهوية كلها
لا أمل محتملا في شروق الشمس
لا حلم باق في البقاء.
فلتنعموا....
يا معشر الصمت الرهيب
بما آلت إليه أمورك
ولينعم الخزي الجميل
في الجماجم
وتحت جلودكم.
..............
عصام عبد المحسن
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق