وإنه لفراق بيني وبينكم
.
.
لم نكن ندرك
كل ما تراه أعيننا..
بأننا نعلم دائما..
لكن ما في الحقيقة،
أكبر بكثير
مما نعلمه..
الزهرة التي
تتفتح كل يوم
على حافة النافذة ،
الفراشة التي
تمزق الشرنقة
لننعم
بجمالها،
الماء المنهمر من نبع
تفجّر
بين صخرتين
والجبال حولهما
عاتية،
الفلك التي لا تغرق ،
السحاب الهائم في الفراغ،
جثث الأحياء المتحجّرة قلوبهم،
والقطط التي تعيش الخوف
عن صغارها،
عصافيري التي
تنتظر حضوري في المساء
لتصدح بتغريداتها.
من عمل هذه الطيور
كيف تستخدم حويصلاتها
لتطعم زغاليلها؟؟!
من علمنا
طريقة الإبتكار؟؟!
فكان القطار قطارا
والطائرة ورقية
ونفاثة
وقتالية؟؟!
من عودنا الضحكة فرحا
والبكاء حزنا؟!
والشمس الدائرة حول الأرض
لهي الثابتة...
ونحن
من ندور في فلك شريد.
إن صمت العالم
لا ينم عن الرضا،
وصخب البشر
لايعني ممارسة الحياة،
والموت..
ليس نهاية
بل هو بداية لواقع جديد
يتجاور فيه الوالي
ومنظف المراحيض،
والألفة فيه
لا تُشترى
ولا تباع هناك الضمائر.
ما تراه أعيننا
لم ندركه كله،
تلك الحقيقة التي
نغفلها جميعاً
أثناء شروعنا في القتل
في الخداع
في الزيف
و ممارسة الجوع،
تقيم جدارا
على كنوز أنفسنا..
فهل
من غلمان ستأتي لاستخراجها؟؟
جبال من أوجاع
نرسيها
وحقول من شقاء
نزرعها
و أنهار من فناء
نُسيّرها،
والريح
لن تنزع الأوتاد
ولا طواحين الهواء،
ستبعثر أعمالنا
وإنها....
لفراق بيني وبينكم
وما أنسانا الشيطان
ولكنّا
نحن أنسيناه وعده
وأغويناه
بغوايتنا
نحن الخلق القديم.
..............
عصام عبد المحسن
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق