دروس من الحياة حصيلة مختصرة لما قدم خلال العام2022
بغض النظر عن العواطف والمكملات.
هـــــــي الحيـــــــاة تنـــــــوء بالأســــرار°°°°°درس الطبيعة جــــاء بالأخبار
وكل أمر بها يسرــــــي على سنـــــن°°°°°يعز فيه علينا شرحها الأفكــار
الدرس نأخذه من نمــــــلة ضــؤلت°°°°°تبني الحياة جديـرة بـــالإكبــار
وما الأسوار سوى عـدل وتسـوية °°°°°بين الجميع والسعي للإعمار
لا يحمل العبء إلا مــن لـه حـــذق°°°°° فـــــن القيــادة للكفء مقـدار
أكرم به ديدن شـغل به ولعـــــت °°°°°الكل منخـرط بجــــــــــد وإصـرار
وطاعة لرئيـــــس تقتضي سببــــــًا°°°°°رأي سديد به يحـظى بأنصــــار
النمل والنحل والكثيــر غيرهمـــــا°°°°°مثال درس لصاحب الأبصـــــار
قال تعالى: حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون(18) سورة النمل
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، ربنا جلت قدرته خلق الإنسان كبقية خلقه إلا أنه ميزه بالعقل والفكر،ومهما بلغ الإنسان من تميزعن غيره من مخلوقات الله إلا أنه يبقى في حاجة إلى التوجيه والموعظة والأمثلة التي إن تدبرها وفكر فيها، واستجلى حقائقها وأسرارها فإنه يجد السبيل الأمثل لحياة افضل. الله جلت قدرته يتحدى الإنسان وعقله وحسه ووجدانه أخضع كل ذلك إلى التجربة والمعاناة، وقدم له أمثلة من أضعف المخلوقات .الإنسان الذي يدعى العقل والفكر والحس والوجدان،ذلك الذي غالبا ما يعيش مع بني جنسه في تشاكس وخصام وفرقة وكيد.وهو أيضا النزَّاع إلى التكسب بأسهل الطرق معتمدا على العصبية والنفوذ والقوة، وهي العوامل التي علمته الكسل والعيش على جهود غيره، وهو أيضا من تعلم اغتصاب السلطة معتمدا على العوامل المذكورة التي هو ليس أهلا لها باعتماده على العصب المستفيدة من ترِؤسه. قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم :إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين .البقرة (26) الله جلت قدرته يختار الأمثلة ليضربها للناس وغالبا ما تكون بأصغر واضعف الأشياء ليبين للناس مدى جهل الجاهلين وغرور المتكبرين وإن النهاية السعيدة فقط للاستقامة مهما كانت الأحوال
وحسب الآية المذكورة في بداية المقال، فإن مثال النمل وما سار على نهجها من بقية خلق الله كمجتمع النحل والدبابير وغيرها هو آية من آيات الله.
وأول الخصائص هو اختيار القيادة التي حباها الله بخصائص تجعلها أهلا للقيام بدورها على الوجه المطلوب، وكانت الملكة هي تلك المرشحة للدورالخطير،الذي عليه يتوقف مصير الخلية وبقاؤها.وبعد ذلك يأتي دور العمال،الخلية وحدة نشاط لا بقاء للمتكاسلين فيها،كل من يتكاسل او يحجم مصيره الطرد إن لم يكن الموت.ترى العاملا ت في عز الهاجرة يذهبن للبحث عن الغذاء يجمعنه تحسبا لموسم الشتاء وهن عائدات كل واحدة بالجهد تحمل حبة القمح أو الشعير أو العدس أو غيرها، التي تبدو أكبر من جسمها متجهات نحو المقر الذي اختير بعناية جعلتــــــــه في منأى عن الأخطار. الملكة الحريصة على نقاء البضاعة وصلوحيتها تقبلها إن وفرت الشروط أو ترفضها إن كانت غير مجزئة.كذا المعاملة بالمعروف واللين والإرشاد فبعض المتدربات تنقصهن التجربة قد يصادفن قشة أو حصاة صغير يحسبنها صالحة ، ويبذلن جهدا في إيصالها للمقر.بكل لطف ترفضها الملكة أو المكلفة بالفرز وتطلب من العاملة التي أتت بها رميها بعيدا دون تجريح ولا تثريب، لأنها تعلم أنها مبتدئة وتحتاج للإرشاد والتوجيه. أما في فصل الأمطار قد يطال المخزون الندى.وعليه تتجند العاملات لإخراج الحبوب المبللة عندما يعتدل الجو وتشرق الشمس بهدف تجفيفها وإعادتها للمخزن. وهذه بعض المزايا والخصائص من التي لاحظناها ونعلمها، والكثير من الأسرار لا نعلمها الله وحده العليم بها. وبعد هذا وذاك وبالنظر لما تعانيه شعوبناعامة وفلسطين الجريحة بصورة خاصة، فلسطين التي تعاني من العدو الجاثم على صدرها وتستغيث ولا من مغيث، وأمرُّ ما تعانيه كان من أقرب الخلق لها الذين تناسوا القضية مقابل وعود وإغراءات في مقدمتها الكرسي وما يوفر الكرسي. وأكبر كبائر المصيبة جاءت من أبنائها بفرقتهم وتناحرهم والتآمر ضد بعضهم وقد بلغ بهم الحال إلى تصفية من يشتمون فيه رائحة الرفض لمسلكهم. ألا يحق لنا بعدما شاهدنا وعشنا أوضاعنا في ظل الظروف المأسوية في القيادة والتسيير والعمل وظروفه، أن نتمنى أن يحول الله قادتنا إلى ملكات نمل، بما لها من سداد رأي وحكمة تسيير وتواضع في المعاملات، وعدل في توزيع المهام والثروة،وأن يحول جمهور شعوبنا إلى خلايا نمل عاملة بإخلاص وتفان في خدمة مجتمعها، بطموح وأمل . ومهما يكن فأملنا في الله أن يبدل المتخاذلين بمن هم أولى وأصلح كي يعتدل حالنا وتتحقق آمالنا؟.
أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق