السبت، 21 يناير 2023

نرشق بالنظرة فينا / بقلم / عصام عبد المحسن

نرشق بالنظرة فينا

.
.
حجر...
حجران
ثلاثة أحجار
أربعٌ
خمسٌ
مائة...
ألف حجر
من قمة
إلى قاع..
ومن قاع بدأت
هي فسحة الظلال
فوق الأرصفة
بين الشوارع
والأزقة،
نتوءات،
فسيفساء
وأحلام متناثرة
بطول خط الاستواء
بطول الأذرعة الممتدة
من أقصى الشمال
إلى آخر الحدود
وأعلى قمة
إلى تلك الرقعة الجرداء
ألملم فيها
كل هذه المفردات
لأرسي القواعد للبيت
هو بيت عتيق أيضا
يحمل
كل حجر فيه منمنمة من حياة،
حين أصُفهم متجاورين
أصنع هيكلا جديدا لسفينة نوح
أصعد فوق الهيكل بطابق جديد
أمحو فيه
الوسخ العالق بتاريخنا القديم
وأدس حنينا طازجا بيننا
ثم أعلو فوقه
بطابق من رحمة عتيد
وأعيد طلاء القلب
بسماء صافية
وأزيد فوق الطابق
بأفق بعيد،
يكشف سر العالم القديم،
يستخرجه
كجِني لبس التاريخ طويلا
وساقه إلى المنحدر الغائر في التيه..
وفوق القمة
أضع آخر حجر
لبراءتنا
من كل الآثام الملتصقة بنا،
فتتعامد على الشمس،
تكسونا
برداء الخضر
فنتدرج في الهبوط
متشوقين فرحين مهللين منشرحيين
لا منكسرين
كشلالات
على فقرات الجوع
نقشرها
نقلبُها
وننقي اللب
وعلى درجات الزيف/الرياء/القمع/ القهر
نستبدلها
بمواقيت النهر
نتوالى نتقافز نتجلجل
فوق الدرجات الهابطة،
نغسل بالماء المنهمر
الأجساد والعقول
فتنتفض كالهررة المبللة بالمطر في الليل
نضحك،
نرقص،
نحتضن بعضنا
ونهبط
ملتصقين جميعا
نشبه آخر حجر
في تماسكنا
نرشق بالنظرة فينا قلب الغيم
كصاعقة
نفتته،
يتناثر
خارج بؤرتنا
والشمس الساطعة
تصورنا
هرما أوحد.
..............
عصام عبد المحسن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق