(((أربع جهات)))***
لن أنظر للوراء ولن أندم ....
فأنا مثل التاريخ بل أقدم ....
يتحرف و يزيف ثم يظهر ....
فالصرح يبقي رمز وقيمة .....
إن ظل قائم وإن تهدم ....
وربما كان الصمت تاج ....
يفقده المرء إن تكلم .....
والعمر يذهب بالعبد مسرع ....
وربما فاز من اتعظ منه وتعلم .....
وحسبي من الأيام مرارة .....
فعين تدمع وقلب يتألم ....
طبيعة خلقها الله بين الضلوع .....
تعرف فقط السير للأمام .....
ولا تعلم كيف العودة والرجوع .....
جمعتها الأيام مرارا .. بالعزة و الشرف ....
وما كان لها سابق معرفة .....
بالإنكسار أو التردد أو الخضوع ....
جزعي تشبس بأرض صخرية .....
وإمتدت جزوري وكذلك الفروع ....
شرايين قلبي سهام .....
وعظام صدري دروع .....
بدايتي إنجاز .....
ونهايتي إستهلال وشروع ....
لا أفخر بنفس أو بذات .....
بل بإخلاص في ديني .....
وإليه الرجوع وعليه الثبات .....
منه أستمد العون .. وحميد السمات ....
لا أرتقي إلا للقب إنسان .....
من ضمن الأنواع و الأصناف والفئات ....
ولا جديد في صراعي مع الأيام ...
بل ذقته مرات ومرات ....
وكأني أبحت عن سعادة زائفة ....
والكون من حولي إتجاه واحد ....
ليس كباقي الأكوان ... أربع جهات ....
تتلون الأيام من حولي.. وأنا ثابت مستقر ....
وإن كان الفراق مر في حياتي .....
فالقرب قاس وأمر .....
تنادي الأيام بلقب عبد .....
وأنا الطليق.. وأنا المغامر وأنا الحر ....
أنا الموازي وأنا الند وأنا المدافع ....
لست مجرد صنم ...
لا ينفع أحد ولا يضر ....
ويوم تكون القلوب للأوهام مسكن ....
فقلبي لليقين هو المركز والمقر ....
وأعلم حين الشدائد ....
كيف يكون الملجأ وأين يكون المفر ....
كم كنت حل .. وقت التحيز ....
حين يتشبس الواقع ويعاند ويصر ....
عذرا إن إستدعيت ما بالداخل .....
ولينتظر الجميع مني .. قرار عاجل ....
فلن أبيع ذهني لواقع سفيه جاهل ....
بين الحق والباطل ....
والظلم والعدل ....
والأمانة والخداع ....
يساوي ويماثل .....
يتاجر بأنفس واضحة ....
وعلي ضمائر الخلائق ...
يقايد ويقامر ويبادل ....
ثم يرتدي بعد ظلمه ... قناع ....
فيبدو محايد .. صادق .. عادل ....
فضلت علي القرب الإبتعاد ....
ولو أنني لم أقدر له توقيت أو ميعاد ....
ولا هو بالجديد علي ....
بل إنه مشهد يكرر في حياتي ويعاد ....
وياحبذا لو يتعلم المرء مما يمر به ....
ويستفيد مما رأي ولو بالكاد .....
فما منا مخلد أو سرمدي .....
بل إننا جميعا إلي تراب ورماد ....
ولقد خصنا الرحمن بنعمن تميزنا ....
وبدونها نحن مجرد أرقام وأعداد ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق