فجر جميل بعد ليل طويل
تمــدَّد ليــلي وســاد الظــّلام
ونــاء بكــلكــل مُــرّ الآلام
والسّعـد أشاح بوجـه عبوس
كأنّي غرقت في بحر الآثـام
وقفت شديـدا في وجه الدُّجى
ولي أمــل في بلوغ المــرام
فمن حلكة اللّيل لاح بصيص
من النـُّــور هلَّ وراء الآكام
للقلب والنفس ببشـرى التّمام
لعيني بـدا فجـر يوم الهنــاء
يشعُّ فيمحــوَ ظـلالّ الظــّـلام
ووجه صبوح أزال الضّباب
وفــاق بنوره بــــدر التّمـــام
تلعثمتُ في القول شلَّ لساني
ومن صوتي إلا ببعض اللمام
الحظ معي أن بقـت قدمـــاي
تحمِّل جسمي صريع الغـرام
كيّاني استفاق من الغيب لما
سمعت من الرُّوح حلو الكلام
وأيقنـــت حينها أن الجنــان
خطا نحو قلبي بزهـر السـلام
ســـلام الحيــاة يســـحُّ دواء
أنـــال الفـــؤاد زوال السقــام
فيــا رب تمـــم بهـا بهجـتي
ويا دهر عفوا عـن مُرّ الملام
قال تعالى من سورة المعارج :إنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا،إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا. وزيادة على ذلك غريزة العجلة والاستعجال ونبه تعالى إلى الدواء الذي هو الصبر وعدم الاستعجال.نرى حسب ما ورد في القصيدة أن الإنسان الفاقد للصبر ينهار أمام أبسط العقبات والصعوبات ويفقد الأمل ويستسلم لليأس،وتتجلبب نفسه برداء قاتم مخيف، لكنه وحسب الأية الكريمة قد يستفيق من دهشته ومن كابوسه المزعج فيجد أن الأمر الذي هاله وكدر عليه صفوه قد انزاح في نفس المدة التي كان عليه التمسك بالصبر فيها،وبذلك كان عليه أن يوفر على نفسه ساعات أو أيام أو شهور الهم والغم بالصبر والأمل والرجاء .وقد كانت النهاية في القصيد سعيدة أزاحت كل ما جد من ألم وتعاسة.ومنه قدمت لنا الحلول التي أساسها التأني ونبذالاستعجال الضيّق والتحلي بالصبر.
أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق