أنت المحاصر
وكل البراح ملكك
أنت المكبل
بقيود خوفك منك
رغم تبسمك
والسماء فوقك فضاء صافٍ..
أنت،
أنت..
ونحن
نحن المكبلون بكل قيد صنعته،
المركلون بكل عصف من جنون أقمته،
المحشرون بكل مساحات ضيقك منّا،
نحن ...
نحن المحررة أجسادنا
وأرواحنا
نطلق للسماء ضحكاتنا
للنهر
للبحر
للصحراء
أفراحنا،
نشبع الجوع بالجوع
نرهب الخوف باللامبالاة
نصادق الشح بالرضا عنه..
نحن،
لا نحتاج أقنعة
نخفي خلفها قبح ذاتنا
ولا بزات بنياشين
تؤكد مهارتنا في مواجهة الحياة،
لا نخضع أجسادنا للطغاة
فتصير معابرَ للمخنثين
و المشتتين
و النكراء
لا عرش لنا
سوى الطين،
لا مال نكنّزه
سوى ضمائرنا،
وصفاء قلوبنا فسحة من الجنة
لا نعتمر إلا لنصفو أكثر..
لا حاجة لنا
أن نَشِيَ بالمسيح
ولا عداوة بيننا و موسى..
نوقن أن إبراهيم الخليل
و النار بردٌ وسلامٌ...
النوق الحمر ساقها عنتر
من أقصى الشمال
إلى آقاصي الغرب
بلا حواجز تستوقفه
بلا أسلاك مكهربة
تحتاج لتأشيرات مرور
وبلا جدار فاصل بين قبيلتين...
إن يهود مكة قد آمنوا بالرسالة
عن طيب خاطر
وأن الردة دستورك أنت
وأنك
من زرع الفتنة
وأقام حادثة إفك جديدة
بين الطين والشجر
بين النهر والصحراء
بين القرن الحادي عشر
وكل قرون الهجرة.
يا أنت،
يا من ألّهت نفسك
في المرآة
لتتخطى خوفك منك
وأقمت لنفسك مجدا
من زيف لامع
و حصون من جثث
وجعلت الناس جميعا
تشفع للشيطان
إذ كان الشيطان رحيما عنك بهم.
هل تعلم يا أنت،
أن حصونك فارغة
وكنوزك لن تحصي شيئا
من كنوز قارون،
وأنّ كلام اللين،
لن نُؤمَر لنحادثك به،
ففرعون كان غافلا،
وأنت الحكمة قد أتتك
فازددت تجبرا علينا.
أعلم يا أنت
أن لا عاصم لك
حين يهيج طوفان الجوع
وتخرج
كل العامة
عليك.
عصام عبد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق