إنتفضي يَا وَرَدَّة السَّلْسَبِيل
أَنْ تُصَارِعَ كُلِّ صَبَاحٍ
عَدِيد مهتلكات التَّفْكِيرْ
تَتَعَبَّد ، تَعْتَكِف ، تَنْظُرُ فِي قَدَرٍ عَسِيرْ
تَجْمَعُ قُصَاصَات اللَّحَظَات الْمُبَعْثَرَة
عَلَكَ تَجِدُ دَلِيلًا يقودك إلَى مَفَاد التَّدْبِيرْ
فَلَا تَجِدُ غَيْرَ مُتَلَازِمَةِ " الْحَظّ أَم الْقَدْر "
مُعَامَلَاتٌ تجثو عَلَى صَدْرِك دُون تَبْريرْ
و كَأَنَّك جِئْتَ مِنْ غَائر عصور الْحُزْن
و كَأن الآهَ خَاصَّتَكَ . . عُرِفَتْ مَا قَبْلَ الْوُجُودِ !
مَا قَبْلَ الْأَلَمِ ، فَهَلْ مِنْ تَفْسِيرْ ؟
حَزِينٌ أَنْتَ، أَم قَدْرُك فِي الحُزْنِ فَقَط يَسْتَكِينْ ؟
إنْ خَرَجْتَ بِأَقَلِّهِ تَفَاؤُلٍ مِنْ التَّقْدِيرْ
تهتلك أَشِعَّة الْوَاقِع الحارِقَة
هَالِكٌ أَنْتَ يَا صَاحِبِي فِي التَّفْكِيرْ
هَالِكٌ أَنْتَ يَا قَلْبِي فَمَا مِنْ سَبِيلٍ !؟
دُلَّنِي أَيُّهَا الْمُظَفَّر فِي رَأْسِي ، دُلَّنِي يَا عَقْلُ و لَخِصْ فِي التَّعْبِيرْ
تَصَادَمَتِ الْحُرُوف هَهُنَا عَلَى شَفَاه الصَّمْت
ثَكَالى تِلْك السُّطُور ، و الْحِبْر متقاعص يَسْتَبِيحُ التَّقْصِيرْ
أَيَا رَغْبَةَ الْحَيَاةِ وَ النَّجَاة انتفضي
تبتغين حُرِّيَّةً ، تَعْشَقينَهَا ، فَهَلْ فِي الْعِشْق تَبْريرْ ؟
أَنْ تُكَابِدَ لِإِحْيَاء مَجْد فَرَحٍ
ذَاكَ هُوَ الِانْكِسَارُ الَّذِي لَا يَعْرِفُ الاِسْتِسْلاَم دُونَ تَكْبِيرْ
فَاَللَّهُ أَكْبَرُ ، قُبِحْتَ يَا حَظُّّ !
إِنْ ظَنَنْتَ حَنَايَايَّ سَتَرْكَعُ جَاثمَةً تَتَوَسَلُ مَوْتًا بِالْيَسِيرْ
انتفضي يَا وَرَدَّه السَّلْسَبِيل
أَشْرِقِي عَلَى هامات الْخُذْلَانِ المَرِيرْ
و بَدِدِي ظَلَامَ الْفَائِتِ مِنْ الْعُمْرِ
و ٱنثري رَحِيقَ التَّصَالُح
مُهْتَدٍ بِصِدْقِه لَا ضَرِيرْ
آمَنْتِ و آمَنْتُ بِاَلَّذِي شَقَّّ الْقُلُوبُ عَلَى طِينِهَا
لِينٌ ؛ تَا اللَّهِِ خَيْرٌ وَفِيرْ ..!
و قَحْطٌ عَلَى عَكْسِهِ ؛ مَا كِيلَتْ عِجَافُهُ
إلَّا بِصَاعٍ مُنْفَلِتِ الْقَبْضَتَيْن
حدِيدُه صَدِأٌ ، بَلْ هُوَ مِنْ أَبْخَس القِصْديرْ !
كُلَّمَا حَاوَلْتَ أَنْ تَغْترِفَ مِن شُحِّهِ
نِلْتَ حَبَّات صَدِئَةٍ ، ضَاعَ الْجُهْدُ وَ ضَاع النَّظِيرْ
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَا وردتي
عَلَى تجليات الرُّوَى مِنْ رَبَّنَا الْقَدِيرْ
حَبَاكِ أَورَاقًا نَظَرِة
و حَبَانِيَّ فِيكِ عُمْق التَّدَبُّر الْبَصِيرْ
بِالْوِدِّ سَقَيْتِنِي شَهْدَ الرِّضَا
بِفَائِق الْوِدِّ عَطَرْتُ بِكِ عَيْشِي و بَات عَالَمِي الصَّغِيرْ
كَوْكَبًا سَابِحًا بِفَضْل رَبِّه . . !
كَوْكَبًا ، لِلْحُبِّ كَبِيرْ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق