الجمعة، 24 مارس 2023

الأم لما. //بقلم الشاعر أحمد المقراني



 الأم لما.....

الأم بأفضالها وعظمة دورها، وهي الوالدة والحاضنة والمدرسة والحب والحنان ،هل يكفيها يوم واحد في السنة ليكون عيدا لها ؟أليس ذلك إجحافا في حقها؟

الأم لما بالحمل قـــد بشــــرت °°°بدمع العين من فرط الهــنا همــعـت

تأودت برفيع فخـرها اتسمـــت°°° وسمت ومن أعماق جأشها فــرحـت

لتسع أشهر من أتعابها صــبرت°°°يوم المخــــــاض لأوجاعها صمدت

صاح الوليد وببهجةٍ أمه سمعت°°°كل الآلام بصوت ملاكها انــهزمــت

حينا دعت إحضاره وما صبرت°°°لدفء صدرها ضمت ملاكها وحنت

وبثديـــــــها للوليد بالحنان دنت°°°وفي أذنيه بالـــــــرفق لـــلآذان تلـت

وبالتربية المثــلى لـه عـــهدت°°°وللأخـــلاق له والفضـــائل ســـــعت

وسلسبيل الأصالة كأسه مـلأت°°°بالعــــلم فاق وفـــاز ربها حمــــدت

فهل شبيبتنا لصنيع الأم وعـــت°°°وبإكـــــــرام ذاك المـــلاك سمـــــت

قال تعالى:وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14).سورة لقمان وفي توصية أخرى قال:

وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15).سورة الأحقاف ،والباحث قي القرآن سيجد آيات أخرى تشيد بدور الأم وتوصي بها خيرا

وفي الأثر، جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال (صلى الله عليه وآله): أمك.

قال: ثم من؟ قال (صلى الله عليه وآله): أمك. قال: ثم من؟ قال (صلى الله عليه وآله): أمك. قال: ثم من؟ قال (صلى الله عليه وآله): أباك .

وهكذا إلى كثير من الشواهد التي تؤكد على منزلة الأم لدى الإسلام.

الأم ودورها هي آيات من آيات الله التي تُعجز العقل وتجبره على التدبر والتعمق فيه،من أصغر الكائنات وأشدها ضعفا إلى أضخم وأعظم الكائنات نرى دور الأم محوريا في بقاء النوع والحرص على تنشئته إطعاما وحماية وعناية وتدريبا.هي رحلة عناء وتعب من يوم الحمل إلى يوم الوضع ومابعد الوضع ،وللتغلب على كل المصاعب والمشقات والآلم فقد منح الله الأم خصلة وصفة وفضيلة الحنان لترى بها كل المصاعب الناتجة عن الوليد هينة ومرحب بها .الأم زودها تعالى بوسائل التغذية فبمجرد الوضع ينزل الحليب في الثدييات والمعجز والمبهر أن الدفقة الأولى من الحليب تحمل معها المضادات الحيوية فتمثل بذلك اللقاح ضد كل ما يسيء من الجراثيم والفيروسات والأمراض الناتجة عن التكيف مع المحيط. أما غير الثدييات كالطيور فإن الأم تحرص على إحضار الغذاء اللازم ،تحرم نفسها من أجل إطعام فراخها.وفي مجال الحماية فإن الأم تعرض حياتها للخطر وتواجه اشرس الأعداء للذود عن فلذات كبدها.تقوم الأم بدور المعلم لإكساب صغارها مهارات التكيف وأسباب البقاء.

هذا عن الأم عموما.أما الأم من بني البشر فحدث عن دورها ولا حرج فكل الصفات والمهمات المذكورة تقدمها عن رضا ورغبة وتتمنى المزيد،وتتألم لما لم تصل إلى قمة الرعاية والعناية التي تتمناها لوليدها.

ومع كل ما ذكر فهناك بعض الفروق الطفيفة في مجال القيام بدور الأمومة كاملا،ويخضع ذلك لإدراك الأم ومعارفها. ومع ما ذكر فنحن مدينون بحياتنا بعد قدرة الله إلى دور الأم وعنايتها وتضحياتها بارك الله في أمهاتنا ومتعهن بالصحة والعافية للأحياء ورحم من مات منهن وأسكنهن جنات العلى بما قدمن وبذلن. أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق