تأوهات صباحية
ماذا فعلت بنا الأيام لم نعد نسمع أغاني المطر وشدو الصباح المعطر ببسمة عصفور فقد صوته من ضجيح الحياة كأن الليل يشبه النهار وإن كان الاختلاف بألوان ترسلها الشمس قبل المغيب وضوء القمر المتخفي خلف حدودالضياع لم يعد الليل ملقى العشاق والنسيم المتشبع من جنون مشاعر الفؤاد له وجود على حافة الأسماء المرسومة بخيوط من اللقاء من بدل الطقوس وجعل الليل مرتع للصوص القابضة على اطرافه المكسورة لم تعد أشعارنا المحملة بأطياف من ألوان قوس قزح الذي كنا نراه في وجوه العاشقين رسم حروفها العاشقة على مدرجات الرموش القابضة على عيون أثقلها النعاس المشهد يشبه غزال فار من قبضة الموت واﻷنهار خجولة عندما تصطدم بأحجار الدمنو وكان الإنهيار ينتظر فرصة العودة إلى بناء جديد لماذا بدأنا منذ زمن انتحر على أوراق الحب نخاف أن نعلن أن الحب هو طعامنا يستطيع أن يتناوله كغذاء للروح كافة الناس المتحولة إلى دمى تلهو بها الحياة تبسطت الحياة بطريقة لم أعد أفهم معانيها كيف لنا أن نرى الجبال هضاب والأشجار أعواد بلا حياة وحروفنا عرجاء نرصف بها شوارع الحاضر ونتباها بأثواب ممزقة تشبه غابة أحرقتها نار الطائشين والتاريخ أثقلته الأوهام وكأنه يعاني من سكرات الموت على يد الغافلين
طلال الدالي
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق